أرشيف المقالات

تفسير سورة الحج للناشئين (الآيات 42 - 78)

مدة قراءة المادة : 18 دقائق .
2تفسير سورة الحج للناشئين ( الآيات 42 - 78 )
معاني المفردات الآيات الكريمة من (42) إلى (57) من سورة «الحج»: ﴿ عاد ﴾: قوم هود عليه السلام.
﴿ ثمود ﴾: قوم صالح عليه السلام.
﴿ أصحاب مدين ﴾: قوم شعيب عليه السلام.
﴿ فأمليت للكافرين ﴾: أخرت عقوبتهم.
﴿ فكيف كان نكير ﴾: إنكاري عليهم بإهلاكهم.
﴿ فكأين من قرية ﴾: فكثير من القرى. ﴿ خاوية على عروشها ﴾: ساقطة حيطانها على سقوفها المتهدِّمة.
﴿ معطلة ﴾: متروكة لا يستقي منها لهلاك أهلها. ﴿ قصر مشيد ﴾: مرفوع البنيان قد خلا من ساكنيه. ﴿ يعقلون بها ﴾: يعتبرون فيؤمنون بالله وحده.
﴿ تعمى القلوب ﴾: عمى البصيرة فلا يعتبر ولا يتدبَّر. ﴿ ويستعجلونك بالعذاب ﴾: أي على سبيل الاستهزاء. ﴿ أمليت لها ﴾: أخرت عقوبتها.
﴿ أخذتها ﴾: عذبتها. ﴿ إليَّ المصير ﴾: إليَّ المرجع.
﴿ نذير ﴾: مخوف من عذاب الله. ﴿ مبين ﴾: واضح.
﴿ ورزق كريم ﴾: الجنة.
﴿ معاجزين ﴾: جادين في إبطالها.
﴿ تمنى ﴾: قرأ الآيات المنزلة عليه.
﴿ ألقى الشيطان في أمنيته ﴾: ألقى الشيطان في قلوب من يتبعونه الشكوك.
﴿ ينسخ ﴾: يزيل وساوسه.
﴿ يحكم الله آياته ﴾: يثبتها.
﴿ حكيم ﴾: يضع كل شيء في موضعه.
﴿ ما يلقى الشيطان ﴾: من الوساوس.
﴿ فتنة ﴾: ابتلاء.
﴿ مرض ﴾: شك. ﴿ القاسية قلوبهم ﴾: بسبب الكفر.
﴿ شقاق ﴾: بعد عن الحق.
﴿ أنه الحق ﴾: أن القرآن هو الحق.
﴿ فتخبت له قلوبهم ﴾: فتطمئن له.
﴿ لهاد ﴾: لمرشد.
﴿ في مرية منه ﴾: في ذلك.
﴿ بغتة ﴾: فجأة.
﴿ يوم عقيم ﴾: لا يوم بعده (وهو يوم القيامة).
مهين: يذلهم في النار.   مضمون الآيات الكريمة من (42) إلى (57) من سورة «الحج»: 1 - في هذه الآيات يطمئن الله سبحانه وتعالى رسوله صلى الله عليه وسلم بأنه سينصره على أعدائه كما نصر من قبل إخوانه الرسل - عليهم السلام - وعاقب المكذبين من كل أمة، وأخذ يوجِّه أنظار المشركين إلى التفكير والتأمل في مصير المكذبين من قبل، وليستخدموا عقولهم وقلوبهم في ذلك التأمل والتدبر ﴿ فَإِنَّهَا لاَ تَعْمَى الأَبْصَارُ وَلَكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ ﴾ .   2 - ثم يطمئنه صلى الله عليه وسلم مرة أخرى أنه سبحانه وتعالى يحمي رسله من كيد الشيطان، كما يحميهم من كيد المكذبين، ويبطل جميع محاولات الشيطان ومكايده، وما يضعه من عقاب في طريق الحق، ويحكم الله آياته، ويوضِّحها، ويكشفها للقلوب السليمة، فأما القلوب المريضة، والقلوب الكافرة فإنها تبقى على الشك والتردد والقلق حتى تنتهي إلى أسوأ مصير.   3 - والآيات بذلك تؤكد قدرة الله سبحانه وتعالى ونصرته لرسله، وللمؤمنين بعد أن يؤدُّوا واجبهم ويقوموا بتكاليفهم التي سبق بيانها في الآيات السابقة.   دروس مستفادة من الآيات الكريمة من (42) إلى (57) من سورة «الحج»: 1 - من عجيب أمر الكفار: أنهم يستعجلون بالعذاب استهزاءً به، ولكن الله لا يخلف وعده، فهو حكيم في تأخير العذاب إلى اليوم الذي أراده، وإن يومًا عنده سبحانه وتعالى في طول ألف سنة مما عرفه الناس.   2 - كثير من القرى أمهلها الله سبحانه وتعالى لترجع إلى الحق، ثم أخذها لما استمرت في ظلمها وطغيانها.   3 - من فضل الله سبحانه وتعالى ورحمته أنه يقبل توبة من تاب إليه، ولا يعجل بالعقوبة للظالمين حتَّى يتدبروا موقفهم، فإذا استمروا كانت جنايتهم على أنفسهم.   4 - الشيطان يبذل جهده في إغواء الناس، والعاقل من يتخذ الشيطان عدوًا، ولا يتبع خطواته، بل يتبع رسول الله صلى الله عليه وسلم ويستعيذ بالله دائمًا من الشيطان الرجيم.   معاني المفردات الآيات الكريمة من (58) إلى (64) من سورة «الحج»: ﴿ هاجروا في سبيل الله ﴾: خرجوا من أوطانهم لإقامة الدين.
﴿ قتلوا ﴾: في الجهاد. ﴿ ماتوا ﴾: من غير قتل.
﴿ حسنًا ﴾: طيِّبًا.
﴿ مُدْخلا ﴾: الجنة.
﴿ عاقب ﴾: جازى.
﴿ بغى عليه ﴾: ظلم بعد ذلك.
﴿ عفوٌّ ﴾: لا يؤاخذ بالذنب بعد التوبة.
﴿ غفور ﴾: يستر العيوب.
﴿ يولج ﴾: يدخل.
﴿ الحق ﴾: الثابت إلهيته.
﴿ ما يدعون من دونه ﴾: ما يدعيه الناس إلهًا غير الله.
﴿ ماء ﴾: مطرًا.
﴿ مخضرَّة ﴾: بالنبات.
﴿ لطيف ﴾: يدبر الأمور بدقة.
﴿ خبير ﴾: يعلم حقائق الأشياء.
﴿ الغني ﴾: المستغني عن غيره.
﴿ الحميد ﴾: المحمود بكماله.   مضمون الآيات الكريمة من (58) إلى (78) من سورة «الحج»: 1 - بعد ما بيَّنت الآيات السابقة عاقبة المؤمنين والمكذِّبين يوم القيامة وما أعدَّه الله للمهاجرين من عوض عما تركوه من ديارٍ وأموال، تقرر حكمًا عامًّا لكل من يقع عليهم الاعتداء فيردون عليه بمثله، ثم يقع عليهم الظلم والبغي والعدوان، فيعِدهم الله بنصره، مؤكدًا لهم ذلك بعرض دلائل قدرة الله في خلق الليل والنهار، وتعاقبهما وتداخلهما، وإنزال المطر من السماء، وملكيته سبحانه وتعالى لكل ما في السموات وما في الأرض، وتسخيره للناس ما في الأرض من دواب وغيرها، وما في البحر من سفن تجري بأمر الله سبحانه وتعالى ومشيئته، وإمساكه السماء، وحفظه لها، وإحيائه الخلق من عدم، ثم إماتتهم، ثم إحيائهم للجزاء والحساب، كل ذلك يشهد قدرة الله سبحانه وتعالى على تحقيق ما وعد بنصر المظلومين، وهزيمة المعتدين.   2 - ثم يوجِّه الله سبحانه وتعالى الخطاب إلى رسوله صلى الله عليه وسلم بأن لكل أمة منهجًا وشريعة هي مأمورة به ومهيَّأة لاتباعه، فلا يشغل نفسه بجدال المشركين وعنادهم، ولا يترك لهم فرصة لينازعوه في منهجه.   3 - ثم تبيِّن الآيات سفاهة المشركين، وتفاهة عقولهم حيث يعبدون ما لم يرشد إليه كتاب سماوي ولا دليل عقلي، ولا علم حقيقي، وتصفهم بقسوة القلوب، والإعراض عن سماع كلمة الحق.   4 - ثم تعرض الآيات للخلق جميعًا مدى ضعف تلك الآلهة المزعومة التي يعبدها المشركون من دون الله، وتصوِّر هذا الضعف في صورة تُظهر تلك الآلهة في مظهرها الحقيقي حقيرة ضعيفة، لا حيلة لها ولا مقاومة، فهذه الآلهة المزعومة لا تقدر على الذباب، ولا على استنقاذ شيء يسلبهم إياه الذباب، فضلاً عن أنها عاجزة تمامًا عن خلق أي شيء ولو كان ذبابًا.   5 - ثم تنتهي السورة كلها بتوجيه الخطاب إلى الأمة المؤمنة؛ لتقوم بتكاليفها وهي تكاليف الوصاية على البشرية كلها، وتبليغ الدعوة إلى العالمين، مستعدة لها بالذكر الدائم لله ركوعًا وسجودًا، وبالعبارة الشاملة من صوم وزكاة وحج، ومن فعل للخيرات، وأعمال البر مستعينة عليها بإقامة الصلاة، وإيتاء الزكاة، والاعتصام بالله الذي اختار هذه الأمة، ويسَّر لها ما كلفها به.     معاني المفردات الآيات الكريمة من (65) إلى (72) من سورة «الحج»: ﴿ الفلك ﴾: السفن. ﴿ يمسك السماء ﴾: يحفظها.
﴿ بإذنه ﴾: بمشيئته.
﴿ كفور ﴾: منكر للنعمة.
﴿ أمة ﴾: أهل دين.
﴿ منسكًا ﴾: شريعة.
﴿ ناسكوه ﴾: عاملون به.
﴿ فلا ينازعنك ﴾: لا تمكنهم من الجدال بغير فائدة.
﴿ في الأمر ﴾: أي الدين.
﴿ إلى ربك ﴾: إلى عبادته.
﴿ هدًى مستقيم ﴾: طريق قويم. ﴿ يحكم بينكم ﴾: يفصل بينكم بالثواب والعقاب.
﴿ في كتاب ﴾: في اللوح المحفوظ.
﴿ سلطانًا ﴾: برهانًا. ﴿ نصير ﴾: أحد ينصرهم. ﴿ آياتنا ﴾: القرآن. ﴿ المنكر ﴾: الإنكار والكراهة.
﴿ يسطون ﴾: يبطشون غضبًا. ﴿ بئس المصير ﴾: النار وأقبح نهاية.   دروس مستفادة من الآيات الكريمة: 1 - الهجرة في سبيل الله تجعل المسلم يفضل العقيدة والدين على دنياه كلها ابتغاء رضوان الله، وقد كانت الهجرة قبل فتح مكة، أما بعد ذلك فلم تعد هجرة، ولكن جهاد وعمل كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم.   2 - يجوز رد العدوان بالمثل دفاعًا عن الدين والنفس، فإذا لم يكف المعتدون، وعاودوا البغي على المظلومين فإن الله سبحانه وتعالى تكفَّل بنصر المظلومين على المعتدين.   3 - ضرورة التفكُّر في دلائل قدرة الله سبحانه وتعالى في الكون، سمائه وأرضه، وليله ونهاره، وبرّه وبحره، وفي جميع مخلوقات الله؛ حتى يزداد إيماننا، ونتأكد من قدرته سبحانه وتعالى على تحقيق وعده، ونصرة أوليائه.   4 - كنوز الله كثيرة، ومتنوعة لا تنفد، وعلى الإنسان أن يفتش عنها دائمًا مستخدمًا جميع الوسائل المتاحة له، وجميع الطاقات الميسرة، ويسخرها في العمران والبناء، حتى يقوم بالخلافة في الأرض كما أرادها الله.   5 - لا فائدة في إضاعة الوقت والجهد مع الملحدين والمتعصبين للباطل، وإنما يجب الالتزام بالاستقامة على الهدى وتفويض الأمر لله الذي يفصل بين عباده بالثواب أو العقاب يوم القيامة فيما كانوا فيه يختلفون.     مضمون الآيات الكريمة من (73) إلى (78) من سورة «الحج»: ﴿ ضرب مثلٌ ﴾: بُيِّن ووُضِّح، حال تستحق أن تسمى مثلاً. ﴿ لا يستنقذوه منه ﴾: لا يستردوه من العذاب.
﴿ ضعف الطالب والمطلوب ﴾: ضعف الأصنام والذباب.
﴿ ما قدروا الله حق قدره ﴾: ما عرفوا الله حق المعرفة.
﴿ قوي ﴾: ذو بطش شديد. ﴿ عزيز ﴾: غالب. ﴿ يصطفي ﴾: يختار. ﴿ يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ﴾: يعلم ما سبق من أفعالهم وما سيفعلونه. ﴿ جاهدوا في الله حق جهاده ﴾: جهادًا صادقًا.
﴿ اجتباكم ﴾: اختاركم.
﴿ حرج ﴾: ضيق. ﴿ ملَّة ﴾: شريعة.
﴿ من قبل ﴾: في الكتب المتقدمة. ﴿ في هذا ﴾: في القرآن.
﴿ شهيدًا عليكم ﴾: يشهد بأنه قد بلغكم رسالة ربكم.
﴿ شهداء على الناس ﴾: بتبليغ الرسل رسالات الله إليهم. ﴿ واعتصموا بالله ﴾: واستعينوا به والجؤوا إليه.
﴿ مولاكم ﴾: ناصركم ومتولي أموركم.   6 - أن ما يعبد من دون الله ضعيف عاجز، لا يستطيع أن يخلق أتفه شيء، كما لا يستطيع أن يرد عن نفسه أي اعتداء، ولا أن يسترد ما أخذ منه، وهذا يدعو إلى ترك عبادته وإلى عبادة الله وحده، القادر على كل شيء.   7 - أن الله سبحانه وتعالى عليم يحيط علمه بكل شيء، فيعلم أحوال الناس الظاهرة والباطنة، والماضية والحاضرة والمستقبلة، علمًا كاملاً شاملاً، وإليه ترجع الأمور، وبيده وحده الحساب والجزاء، وذلك يدعونا إلى مراقبة الله في السرِّ والعلانية، وأن نطهِّر قلوبنا من كل قبح، وأن نسلك سلوكًا حميدًا في حياتنا.   8 - أن حكمة الله سبحانه وتعالى اقتضت أن يختار من الملائكة رسلاً؛ لتنفيذ أوامره وتبليغ وحيه، ويختار من البشر رسلاً؛ ليبلغوا شرعه إلى خلقه، حتى لا يكون لأحد حجَّة على الله بعد إرسال الرسل.   9 - أن التكاليف الشرعية التي فرضها الله على الناس لا مشقة فيها ولا تضييق، وذلك يتطلب أن ننهض بكل ما يدعو إليه الدين عن رضا واقتناع وحب، وأنه لا عذر لأحد في التقصير في أمر من أمور هذا الدين.   10 - أن الله كرَّم المسلمين، وجعلهم أمة وسطا، ليكونوا شهداء على الأمم السابقة بما جاء في القرآن الكريم من أن الله أرسل إليهم رسلاً بلغوهم رسالة ربهم.



شارك الخبر

ساهم - قرآن ٣