1. كانت جرَّتُها بين يديها، حين قلبتُ الجَرَّة |
صفراء كتفّاح، بيضاء ... ومُحْمرَّة |
أشهد، أنّي راودتُ البنت ... وكنتُ سفيها |
قلت ﻟﻬﺎ: مرّة!! |
وحياتكِ: مرّة |
وأموتُ سفيها |
لكنْ رفضتْ بعنادٍ ... كأبيها. |
2. أهدته حبيبتُهُ دَعْبوباً من خبز الطابونْ |
ظلَّ يخبئه ﻓﻲ العُبِّ شهوراً بلياليها |
ظل يغنّي – حين تمرّ – لقامتها السمحاء |
لضفائرها الملويّةِ كالأفعى |
ظلَّ يغنّي سرخسها وسواقيها |
حتى رفضته وصاحت: مجنونْ |
صار رغيفُ الخبز الناشفِ ﻓﻲ الحفرةِ زيتوناً، |
يُغريني أو يُغرْيها . |
ظلّ يزور الحفرة أياماً |
وشهوراً ... بلياليها. |
يبكيه ... ويبكيها. |
3. يتعفّر عنبُ القلب صباحاً بكآبته كالعادةِ، |
عند رحيل الغيمة ﻓﻲ مرجِ حنينْ |
يتغبّر ظُهراً شجر التين |
ومساءً تندلقُ العتمةُ فوق وسادةِ تشرينْ |
أسمع همهمةَ الرغباتْ |
ﻓﻲ عِليّينْ |
وصهيلَ سواقيها ﻓﻲ الحارات. |
تطلبني للثأر وأنت صريع اللذَّاتْ |
أسمع دمدمةً تتوالى ﻓﻲ جولاتْ |
ﺛﻢ تموت السيّدة الفضيّة |
مثل قرنفلةٍ مَرْخيَّة |
تلقاها طحالبَ مرميّة |
تتلفّع بالصمت وبالزيتونْ |
ﻓﻲ أرجاء العِليَّةْ |
- لكنْ قُلْ ﻟﻲ يا هذا: |
بعد غبار دمويٍّ من طينْ |
كيف يكون القمر نقيّاً ﻓﻲ تشرينْ!!! |
4. خَبّئْ أشعاركَ لليوم الفاترْ |
خَبّئْ بعض رصاصاتِكَ ﻓﻲ الوعر البدويْ |
خَبّئْ قرشك للأيام الصعبة |
خَبّئْ قلبك لامرأةٍ من زُوّان بلادكْ |
من قال بأنك تحصد دوماً زوّانْ!!! |
أغلبُ نسوان بلادي قمحٌ فتّان. |
اسألْ – إن كنت تُشككني – جدّي كنعانْ |
يروي أشعاراً من رمانٍ فوق سفينتهِ، |
ﻓﻲ البحر الغادرْ |
خَبّئْ أفراحك للصوت الآتي |
من شادرِ عبد القادرْ |
خَبّئْ فحماتكَ لينايْر.!!! |
5. كنتُ خجولا، أكرهُ قرقعةَ الأضواء |
قالوا: يتلفَّعُ بالصمت وبالحَيْرةِ |
حين قهرتُ النجم الساطع ﻓﻲ أرجاء الحِيْرة |
قالوا: يتشعبط جبلاً، |
من أجل مواجهةٍ، |
دون ذخيرة. |
قال الراوي: يا سادة هذي الأنحاء |
لولا الغيرة ... لولا الغيرة |
ما حبلتْ – ﻓﻲ هذا الليل – أميرة!!! |
6. دَفَنَتْهُ اليومَ صباحاً، |
وضعتْ شجرَ الغار على حجر القبرْ. |
ظُهْراً، |
كانت تتكحّلُ، |
أو ﻓﻲ أقصى الحالات – مع الفجرْ |
لعريسٍ ... واعَدَها قرب النهرْ.!!! |
7. سافر عكّاويٌّ من غرفة نومهْ |
فوق ظهور الخيل ﺇﻟﻰ الشُرْفَةْ |
حَلَفَ بغربتهِ السوداء |
وبكى: يا غرفة نومي |
ما أطولَ أيّام الشُرْفَةْ |
ما أبعد قلب الغرفة!!! |
8. طَخَّ خليليٌّ جَسَدَ البحر الهالكْ |
بِرصاصات الغيرةْ |
هل تدري: مَنْ غضبَ لذلكْ؟!! |
هل تدري!! |
- طبعاً: أهل الطيرةْ. |
9. فجأةً، فجأةً، فجأةً ... |
ظَهَرتْ طائراتُ العدوِّ بحضن الجبلْ |
فقال الخليلي ﻟﻬﺎ ... ﻓﻲ خَجَلْ: |
يا امرأةْ |
طائراتُ العدوّ ترانا |
فكُفّي عن الثرثرةْ |
خذي هيئة الإنبطاحْ |
- فقالتْ: أما تستحي يا رَجُلْ!!! |
10. السماءُ التي لا تنحني |
الأرض التي لا تنكسر |
البحر الذي يُغويني |
هذا هو الفلسطيني |
هذا هو الفلسطيني. |