أرشيف المقالات

سرية غالب بن عبدالله الليثي إلى بني عوال

مدة قراءة المادة : 4 دقائق .
2حدث في رمضان سرية غالب بن عبدالله الليثي إلى بني عوال   كانت هذه السرية ضمن السرايا التي أرسلها النبي - صلى الله عليه وسلم - في السنة السابعة من الهجرة، بعد أن انتهى من غزوة "خيبر" ودحر وإجلاء اليهود، فتفرغ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - للأعراب الذين كانوا ما يفتأون يحنثون بالعهود، ويغيرون على صحابة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بين الفينة والفينة، ويقتلون منهم، ولا يتورعون عن أعمال السلب والنهب في أرجاء شبه جزيرة العرب.   فأرسل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الكثير من حملات التأديب والترهيب لتلك القبائل المتناثرة في بطون الصحراء، والذين كانوا يستغلون انشغال المسلمين بمعاركهم الكبرى مع اليهود، وقريش، ويغيرون على أطراف المدينة، في مناوشات أقرب ما تكون لحرب العصابات، حيث يصعب الإمساك بهم ومطاردتهم بعدها، وكان آخر محاولاتهم لذلك ما قامت به قبائل "غطفان" التي حاولت مناوشة المسلمين في المدينة، فسار إليهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في أربعمائة أو سبعمائة من أصحابه في غزوة سميت بـ"ذات الرقاع" ردًا على تلك الهجمات المتكررة، وأرسل بعدها عددًا من السرايا الترهيبية المتعاقبة لبطون تلك القبائل من الأعراب، بث بها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الخوف في قلوب "غطفان" وغيرها من تلك القبائل، وكان منها تلك السرية في رمضان.   وقد اختلفت الروايات في شأن من وقعت عليهم الغزوة، فبعض كتاب السير والمغازي يرجح أنها كانت إلى بني عوال، وبني عبد بن ثعلبة بالميفعة، وقال آخرون أنها كانت إلى الحرقات من جهيمة، وسار غالب في مائة وثلاثين رجلًا، وقيل في مائتين، وجاء في أحداثها: "...
فلمَّا دنا غالب منهم بعث الطلائع، فبعث "علبة بن زيد" في عشرة ينظر إلى جماعة محالهم، حتى أوفى على جماعة منهم، ثُمَّ رجع إلى غالب، فأخبره...
فأقبل غالب فقام في أصحابه فحمد الله وأثنى عليه بما هو أهله، ثُمَّ قال: "أمَّا بعد، فإني أوصيكم بتقوى الله وحده لا شريك له، وأن تطيعوني ولا تخالفوا لي أمرًا، فإنَّه لا رأي لمن لا يُطاع"، ثُمَّ ألَّف بينهم فقال: "يا فلان أنت وفلان، يا فلان أنت وفلان، لا يفارق كُلّ رجل زميله".   فلمَّا كان قرب الفجر انقضوا عليهم في هجوم فجري خاطف، فارتبك الأعراب بادئ الأمر، إلاَّ أنَّهم تمالكوا أنفسهم بعضًا من الوقت حيث أبدوا بعض المقاومة، فخرج الرجال فقاتلوا ساعة، وكان منهم رجل من أشدِّهم، فكان إذا شاء أن يقصد إلى رجل من المسلمين، قصد له فقتله، حتَّى أوجع في المسلمين، غير أنَّ قوة وتنظيم المسلمين في هجومهم المباغت، وهول المفاجأة من ذلك الهجوم الفجري غير المتوقَّع أفقد الأعراب توازنهم، فانهزموا هاربين، ووضع المسلمون سيوفهم فيهم حيث شاءوا.   وجاء في بعض روايات هذه السرية أن أسامة بن زيد - رضي الله عنه - قتل "مرداس بن نهيك" فيها بعد أن قال: لا إله إلا الله، وتأول أسامة ذلك خوف السيف.   فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم -: هلا شققت عن قلبه فتعلم أصادق أم كاذب؟!   وفي بعض الروايات: فجعل النبي - صلى الله عليه وسلم - لا يزيده على أن يقول: "كيف تصنع بلا إله إلاَّ الله إذا جاءت يوم القيامة؟!".   قال أُسامة: "فما زال يكررها حتى تمنيت أني لم أكن أسلمت قبل ذلك اليوم".   شارك في الإعداد: محمد مصطفى حميدة، ومصطفى عبدالباقي



شارك الخبر

فهرس موضوعات القرآن