وداعيةٌ أخرى لأعشى بني ميمون
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقة واحدة
.
أقولُ وداعاً | ولكنْ إلى أينَ ؟ | كلُّ الجهاتِ طريقٌ | يؤدِّي إلى نفسِ هذا المكانِ | وهذا المكانُ | مـُعدٌّ لموتي | مؤثَّثةٌ جدرانُهُ | للبقاءِ | ليسكنَ فيهَ بقائي الطويلُ | وينقصُ هذا المكانَ | الرحيلُ | ونحنُ الذينَ افتتحنا الرحيلَ إلى الشامِ | ( زرقاؤنا ) لم تقلْ | أنْ نخلَ الجزيرةِ يمشي، | لهذا ... أضعنا الظلالَ ـ وكنَّا حلمنا بوردٍ | يجيء من البحرِ | كان حديثُ الرحيلِ عن اللونِ | قال المكلَّفُ :_ | لونُ الوريقاتِ أحمرُ، | شاهدتْهُ في الخنادقِ يجري | من الصَّحْبِ والعاشقين | وأبيضُ لونُ التويجِ | ضمَّدَ موجتَنا قبلَ عشرٍ وغابا | وقال المثقَّفُ :_ | هو اللونُ أخضرُ يا صاحبي | مرَّ في أفقِنا قبلَ قرنٍ | وطارتْ إليهِ عيونُ الرفاق حرابا | ( ونائلةٌ ) رتَّبتْ كفَّها ثمَّ قالتْ :_ | (لونُ) الأراملِ لونٌ دخيلُ | ولولاهُ ظلَّتْ حماماتُنا تجمعُ القمحَ في دارِنا ـ | وعُدنا نفتِّشُ بينَ العواصمِ | عن ظلِّ صُبِّيرةٍ ، | للمقيلِ | فنذكرُ شاعرَنا ثمَّ نبكي :_ | ( لكالمرتجى ظلَّ الـ ...) | |