أَلاَ منْ لِمطْرُوبِ الْفُؤَادِ عمِيدِ
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
أَلاَ منْ لِمطْرُوبِ الْفُؤَادِ عمِيدِ | ومنْ لِسِقيمٍ باتَ غَيْرَ معودِ |
بِأُمِّ سعِيدٍ جفْوة ٌ عنْ لِقائه | وإِنْ كَانتِ الْبلْوى بأمِّ سعِيد |
إِذَا قُلْتُ: داوي منْ أصبْت فُؤادَهُ | بِسُقْمِكِ، دَاوَتْهُ بِطُولِ صُدُودِ |
وإن جيد منتهُ المنى بلقائه | خلاَيَا وَلاَ يَلْقَاهُ، غَيْرَ مَجُودِ |
كأن عليها ألوة ً لا تسرهُ | بجائزة منها ولا بشديد |
وَجَلَّدَنِي عَنْهَا الْبَريءُ مِنَ الْهَوَى | وَلَسْتُ عَلى هِجْرَانِهَا بِجَلِيدِ |
فقلت لهُ: بعض الملامة إنني | على اللوم منها ضامنٌ لمزيد |
أعد سجودي بالحصى وتلومني | ولولا الهوى أوهمت بعض سجودي |
كأن بقلبي جنة ً تستفزهُ | بِنِسْيَانِ مَا صَلَّيْتُ غَيْرَ عَدِيدِ |
شغلْتُ بِها نفْسِي فلسْتُ بفارِغ | لِدانٍ يُرجِّيني ولا لِبعيدِ |
أدرُّ لِسُعْدى عنْ لِبانِ مودَّتِي | صفاءً وإِنْ همَّتْ لنا بِجُمُودِ |
وإني لوصال لأخلاق حبلها | وما كنت وصالاً لغير جديد |
وكل امرئ ساع وللنفس غاية ٌ | وما الداء إلا الداء غير ودود |
ورائحة ٍ لِلْعَيْنِ مِنْها مَخِيلة ٌ | إذا برقت لم تسق بطن صعيد |
مِن الْمُسْتِهلاَّتِ الْهُمُومَ علَى الْفَتى | خَفَا برْقُها مِنْ عُصْفُرٍ وعُقُودِ |
حسدْتُ عليْها كُلَّ شيء يَمَسُّها | وما كُنْتُ لَوْلاَ حُبُّها بِحَسُودِ |
فمن لامني في الغانيات فقل له: | تعِشْ واحِداً لا زلْتُ غَيْرَ وحِيدِ |
وأصفر مثل الزعفران شربته | على صوت صفراء الترائب رود |
ربَيبة ِ سِتْرٍ يعْرِضُ الموْتُ دُونها | زئير أسود تابعات أسود |
كأنّ أمِيراً جالِساً في حِجابِها | تُؤمِّلُ رُؤْيَاهُ عُيُونُ وُفُودِ |
أهبت بنات الصدر بعد رقادها | فأصبحن قد وافين غير رقود |
ثقيلة ما بين البرين إلى الحشا | وما الدّاءُ إلاّ غَيْرَ وَدُودِ |
تروح بمثل الأيم فوق نطاقها | ويا لك من وجهٍ هناك وجيدِ |
مِن الْبِيضِ لمْ تسْرحْ على أهْلِ غُنَّة ٍ | وقيراً ولم ترفع حداج قعود |
كأن لساناً ساحراً في لسانها | أعين بصوتٍ كالفرند حديد |
كأن رِياضاً فُرِّقتْ في حديثِها | على أن بدواً بعضه كبرود |
تميت بها ألبابنا وقلوبنا | مِرَاراً وتُحْييهِنّ بعْدَ هُمُودِ |
إذا نظقت صحنا وصاح لنا الصدى | صياح جنودٍ وجهت لجنود |
ظلِلْنا بِذاك الدَّيْدانِ الْيوْم كُلَّهُ | كأنَّا من الفِرْدوْسِ تحْت خُلُودِ |
ولا بأس إلا أننا عند أهلها | شُهُودٌ وما ألْبابُنا بِشُهُودِ |
فلما رأينا الليل شب ظلامهُ | وشُبَّ بِمِصْباحٍ لِغَيْرِ سُعُودِ |
رجعنا وفينا شيمة ٌ أريحية ٌ | من العيش في ودٍّ لهن وجود |
فلسنا وإن هز العدوُّ سوادنا | عن اللَّهْوِ ما عَنِّ الصِّبَا بِقُعُودِ |