صَحَا تِرْبِي وَمَا قَلْبِي بِصَاحِ
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
صَحَا تِرْبِي وَمَا قَلْبِي بِصَاحِ | وأصبح عانداً حبل النصاح |
وكنت من المزاح أكاد أسلو | فَقَدْ لاَقَيْتُ قَاطِعَة َ الْمِزَاحِ |
أَبِيتُ مُرَوَّعاً وَأظَلُّ صَبّاً | كأن القلب مني ذو جناحِ |
وَمَنْ يَكُ ذَاقَ مِنْ عِشْقِي قَرَاحاً | فإني قد شربت من القراح |
ولست بذاكرٍ "عباد" إلا | تَبَادَرَتِ الْمَدَامعُ بِانْسِفَاحِ |
ولا أنسى غداة بكت وقالت: | أتَغْدُو أمْ تَرُوحُ مِنَ الرَّوَاحِ |
فَقُلْتُ لَهَا: الرَّوَاحُ بِذَاكِ أحجى | وَأقْرَبُ بِالْمُحب مِنَ الصَّبَاحِ |
يلومك في مودتها "سعيد" | وَمَا في حُبِّ «عَبْدَة َ» مِن جُنَاحِ |
فغرك أن لومك يا "سعيد" | بِتَمْنَعَ بَلْ أحَرُّ مِنَ النِّزَاحِ |
فَدَعْ لَوْمَ المُحِبِّ إِذَا تَهَادَى | به حب النساء لحاك لاح |
فَإِنَّكَ لاَ تَرُدُّ هَوى بِلَوْمٍ | ولا طرب المتيم بامصاح |
تُعَلِّلُ حِينَ نَسْأَلُهُا نَوَالاً | حراداً بالتدلل والمزاح |
كأن بريقها عسلاً جنياً | وطعم الزنجبيل وريح راحِ |
تراخت في النعيم فلم تنلها | حواسد أعين الزرق القباح |
نعم علقتها فلها حياتي | هدايا الحب في نفس الرياح |
وإن أهلك فدام علي هلكي | لها طول السلامة والصلاح |
طَرَحْتِ مَوَدَّتِي وَصَرَمْتِ حَبْلِي | ولم أهمم لودك باطراح |
فَجُودِي بالوِصالِ لِمُسْتَهَامٍ | بذكْرِكِ فِي الْمَسَاء وَفي الصَّبَاحِ |
يَهِيمُ بِكُمْ وَقَدْ دَلَفَتْ إِلَيْهِ | جُيُوشُ الحُبِّ بالمَوْتِ الصُّرَاح |
طبيبي داوني وتأن سقمي | لَكَ الْيَوْمَ التِّلاَدُ عَلَى النَّجَاحِ |
إذا سليتني أوهجت منها | فؤاداً لا يساعف بارتياح |
وكيف شفاءُ مختبلٍ حزينٍ | بِشَبْعَى الْحَجْلِ جَائِعَة ِ الْوِشَاحِ |