سنوات الردة 1
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
وكأني من قبل الإسلام أسافر في ريح هوجاء | أتسكع فوق رصيفِ الوقتِ | أغني أغنية خرساءْ | صدري محشو بالكبريتِ | وألهث .. ألهث في الدنيا خلف الأضواء | لا عود ثقاب ينهيني | لا جذوة نار تأكلني | لا قطرة ماء | عصبي مشدود حول الكرة الأرضيةْ | يغتال على جزر الملح الكاوي | بحراب الفكر الحجريةْ.. | في ليل الردة من عمري | في زمن البحث عن الأضواءْ | كان الطاغوت يساومني | وبنات الفكر تراودني | وتمارس داخل جمجمتي فن الإغواءْ | كم عشت حياة تافهةً | وقطعت دروباً موحشةً | وشبعت فراغاً فكرياً | وشبعت مع الأيام خواءْ. | صدري محشو بالكبريتِ ..ألوذ بمن ليخلصني ؟ | لا حل سوى أن أتمرد … أن أسبح ضد التيارْ ! | أشعلت حريقاً في الغابة | أحرق فيها الطير، الشجر، الأزهار.. | وشنقت تراثي حتى الموتْ .. | وعلى أقدس ما عندي من فكر أطلقت النارْ | ولذت بساحات الثوارْ..! | أوليس الثوار همُ في إثر عذابي أنى سارْ ؟! | ورجوت جحيم الثورة أن تشهق في صدري ليل نهارْ | فخَبَتْ ، وعرفت علام وكيف خبتْ | وعرفت علام وكيف تثارْ | فجحيم الثورة ترفض أن تلقي في صدري جذوة نارْ | إن لم تتوهج أنيابي | وتبدل كل شراييني بشرايين من فخارْ | كي أصبح ذئباً بشرياً | أو ليلاً في أحشاء نهارْ ! | راهنت على الأعلام الحمرْ | ووقفت عليها كل العمرْ | بالأحمر طرزت حياتي | لكن - وقبيل حلول الليلْ | راجعت حسابات الآتي | ورفضت تجاوز خط الكفرْ | وحللت رموزاً مبهمةً | وانفك السحرْ | فالمنجل مقصلة كبرى | والمطرقة استلت للقهرْ | نجس التاريخ يحاول أن يستخفي خلف ثياب الطهرْ | وعرفت الشرف الأحمر كيف يقيء دماءً في حانات العصرْ | فانطفأ الباطل في قلبي | وتوارى من طرقات الفكرْ..! | |
اخترنا لك قصائد أخرى للشاعر (محمد مأمون نجم) .