ليَهنَ ويسعد من به سعدَ الفضلُ
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
ليَهنَ ويسعد من به سعدَ الفضلُ | بدارٍ هي الدنيا وسائرهُا فضلُ |
بها خيَّم الإقدامُ والحزمُ والنُّهى | وفيها استقر العلمُ والحلمُ والبذلُ |
تولَّى له تقديرها رحبُ صدره | على قدرِه والشَّكلُ يُعجبه الشَّكلُ |
فجاءت على وفقِ الضَّمير كأنما | تصورتِ الآمال فهي لها مثلُ |
بَنِيَّةُ مجدٍ تشهدُ الأرضُ أنها | ستُطوى وما حاذي السماَء لها مثلُ |
تُكلِّف أحداقَ العيونِ تخاوُصاً | إليها كأنَّ الناسَ كلَّهمُ قُبلث |
منارٌ لأبصارِ السراة وربُّها | منالٌ لآمال العُفَاةِ إذا ضلُّوا |
سحابٌ علا فَوقَ السَّحَاب مصاعدا | وأحرِ بأن يَعلوَ وأنت له وبلُ |
وقد اسبلَ الخيريُّ كمَّي مفاخر | بصحن به للملك يجتمعُ الشَّملُ |
كما طلع النَّسرُ المنيرُ مُصفِّقاً | جَنَاحيه لولا أن مطلَعه غُفل |
بَنيتَ على هامِ العداةِ بَنيَّةً | تمكنَ منها في قلوبهمُ الغلُّ |
ولو كنت ترضى هامهم شرفاً لها | أتوك بها جُهدَ المقلِّ ولم يألُوا |
ولكن أراها لو هَمَمتَ برفعها | أبى الله أن تَعلَوَ عليك فلم تعل |
تحُجُّ لها الآمالُ من كُلَّ وجهةٍ | وينحَرُ في حافاتها البخلُ والمحلُ |
وما ضرَّها ألا تُقَابلُ دجلة | وفي حافتيها يلتقي الفيضُ والهطلُ |
تَجَلَّى لأطراف العراقِ سُعودُها | فَعَادَ إليها الملكُ والأمنُ والعدلُ |
كذا السَّعدُ قد القى عليها شعاعَه | فليس لنَحسٍ في مطارِفها فِعلُ |
وقالوا تَعدَّى خلقَه في بنائها | وكان وما غيرُ النوال به شُغلُ |
فقلتُ إذا لم يُلهه ذاك عن نَدىً | فماذا على العَليَاءِ إن كَانَ لا يخلو |
إذا النَّصلُ لم يُذمَم نجاراً وشيمةً | تأنَّقَ في غِمدٍ يُصانُ به النَّصلُ |
تملَّ على رغم الحواسد والعدا | عُلاك وعش للجود ما قَبُحَ البُخلُ |
ليَهنِ الصاحبَ المسعودَ عيدٌ | تولَّته السعادُة والقبولُ |
لهُ من مجدِهِ غُررٌ توالى | عليه ومن مدائِحهِ حُجُولُ |
فلا زالت له الأعيادَ تَترى | تتابعُ بينها العمرُ الطويلُ |
ولا بَرحَت به الأفلاكُ تجري | على شمسينِ ما لهُما أفُولُ |
معاليه المنيرةُ في ذُرَاهَا | وفي الأقطار نائِلُهُ الجزيل |