أرشيف الشعر العربي

هدية

هدية

مدة قراءة القصيدة : 5 دقائق .

الجموح الذي كان يسكن في جسدينا.‏

قتيلاً أفاق.‏

وتلك الرياح الهجينة،‏

أنهت مراسيم دفن بقاياه،‏

منذ سنين...‏

فلا تشتمي الرمل.‏

لا تزعلي.‏

صار إرثك طفلين.‏

يحميهما زمن قاتم،‏

يا زليخة..!!‏

"الهجرة الدائمة"‏

أخفقت أن تكون لي:‏

نخلة، أو غيوم برتقال.‏

قلت: في الصيف ترحلين..‏

عندما الحزن ينجلي...‏

فالعصافير ما تزال،‏

بعد تهديم منزلي،‏

تزورني.‏

وتبثني في الظلال،‏

خصر جدران هيكلي‏

تشير ترغلاتها:‏

أمانة لديك هذه الرمال.‏

وتنحني،‏

يوم يحلو لها ارتحال...‏

"أغنية"‏

بيروت:‏

تفاح مهروس بالعجلات.‏

وألوف تحت الأنقاض تموت.‏

والأجساد نزيف يشبه دفع التوت:‏

دمع التوت الشامي.‏

بيروت.‏

أصبحت وقود الدبابات.‏

ورصاص القناصين الدامي.؟!.‏

يا مفتاح البحر، ورائحة الغابات.‏

يا قبراً يحضن أحلامي.‏

يا وطن "الروشة" يا بيروت.‏

يا جرح الثورة يا بيروت‏

بيروت... بيروت... بيروت.‏

"اغتيال"‏

عندما ودع أهله،‏

ولفيف الرفقاء.‏

كان في يمناه وردهْ.‏

وعلى الثغر الرمادي رفيف لابتسامهْ.‏

حذراً كان، ولم تسعفه نأمه.‏

خوف خوف الصبح من غدر المساء..!!‏

قال: بعد الفجر آتيكم.‏

فيا أمي افرشي‏

طراحة الصوف لأجلي،‏

غيِّري وجه المخدة.‏

كافر برد الشتاء...‏

***‏

أوصد الباب بيسراه وشده.‏

شاء يهمي دمعة الشوق، ولكن خنقتها الكبرياء.‏

***‏

غير أن الشمس ما وافته.. قبل الفجر جاء..!!‏

لم يكن يحمل وردهْ:‏

كان تابوتاً، وحمالين مبتلين دمعاً ودماء.‏

والرصاصات علامهْ..‏

"الوصيفة"‏

دائماً يبدأ الوحي، بالرعشة النبوية.‏

والأرض تنجز‏

دورتها الكاملهْ‏

أيها الوهم. رغم خواء الحكايات،‏

لما تزل شهرزاد- الوصيفة،‏

تجتر عقم الليالي الكئيبات،‏

مسلوبة،‏

وتصر على طقس ميلادها.‏

والرشيد تنحى لخصيانه.‏

تاركاً ملكه للرعاة.‏

وما عاد يهزأ بالغيم،‏

يومي بإصبعه:‏

"أمطري،‏

حيثما شئت.‏

لابد ريعك آت إلى جعبتي"‏

"جعبتي بيت مال الرعيهْ.."‏

أبهذا الرشيد تأخرت،‏

حتى علمت،‏

بان حياة البلاطات،‏

ليست سوى مهزلهْ:‏

دائماً يبدأ الحكم بالبطر السلطوي.‏

ولا بد من شهرزاد‏

-له-‏

جاهله..!!‏

"حوار"‏

"أتكتب شعراً بهذا الوله.؟"‏

-لأن الأحاديث تودي بأصحابها طي جبَّانة‏

مقفلهْ‏

"وموتك هذا الذي،‏

لن يمر بعصر،‏

أقل سلاح،‏

لدى حاكميه،‏

هو القنبله.؟!"‏

-لعل البكاء على العفو،‏

عن وجع الصلب،‏

أضحى مذلاً،‏

وضاع السبيل إلى الجلجلهْ.‏

"ترى لغة القتل غدراً،‏

تراءت لعينيك،‏

حلماً-يقيناً.‏

فغلقت بابك دون الرياحِ‏

وأرخيت عتم ستائر رؤياك،‏

درعاً كتيماً،‏

فجافاك ضوء التلهف،‏

للورد والسنبلهْ.؟!".‏

-كفى ثرثرات:‏

هو الذعر‏

-لو كنت تدرك-‏

ما أنذله..!!‏

"من دفتر محي الدين بن عربي"‏

مزقوا المقبل مني إرباً إرباً‏

لم أقل: واهاً، ولا آهاً وويه.‏

أيها الجاعل قتلي سبباً‏

لست أبكي منك. بل دمعي عليه.‏

إن تكن ظننت تلك الأربا‏

سترى شمسين في الحضن لديه.‏

وترى الثورة تمشي خبباً:‏

بعثها منه، ومنفاها إليه..!!‏

"المقتول قرحاً"‏

واعدته مساء، لتقتله تحت عري القمر.‏

أيها المستجير من الموت بالموت.‏

ما قلت لي كيف داهمتهم،‏

صدفة... ما أظن.؟‏

فعيناك لم تومئا بالوداع،‏

وثغرك ما ند عنه ابتسام،‏

ولا همهمهْ..!!‏

غير أن اختلاج خطاك اللهوفة للرهز،‏

كشف عن فاجع.‏

عاجزاً كان صمتك أن يكتمه.‏

إنه الليل عرس الشجر.‏

كم تمنيت من عمق آخك،‏

لو زهرة،‏

أو غراب حنون،‏

أتى ودعك:‏

دونما زغردات، ولا لعلعات رصاص‏

تقيأها الراقصون.‏

فضجت بكفيك نخوة زهو مهيب،‏

وكان قرار الرصاصة في الجمجمهْ‏

من ترى كان ميتاً معك.؟‏

إنها قتلتك، كما قتلته، كما قتلتهم.‏

وما حان وقت السفر.‏

إنني عاتب، عاتب. ويشاركني في العتاب،‏

المطر...‏

"مَنْ.؟"‏

هذي الطفلة من يحضنها ويداريها.؟‏

-ألمرحوم.‏

هذي الوردة من جَنَّانٌ يعنى بسقايتها وسواقيها.؟‏

-ألمرحوم.‏

هذي الأمة من يستشهد لكرامتها وأراضيها.؟‏

-ألشعب المحروم.‏

..................‏

محروماً كنت أو المرحوم‏

تبقى معنا، لون حياة لروابيها.‏

فمتى ننهي بؤساً- يوماً عشش فيها.؟‏

حتى يتآخى جمر المشمش بمواقدها الظمأى،‏

ونؤاخيها..‍‍!!‏

اخترنا لك قصائد أخرى للشاعر (فايز خضور) .

يا هذا القلبُ

هدية

هلاك اليقين

لايدوم اغترابي


المرئيات-١