أفنيت عمري وتقضى الشباب
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
أفنيت عمري وتقضى الشباب | بيْن الْحُميَّا والْجوارِي الأَوَابْ |
فالآنَ شفَّعْتُ إِمام الْهُدَى | ورُبَّما طِبْتُ لِحُبٍّ وطابْ |
صحوْتُ إِلاَّ أنَّ ذِكْرَ الْهَوى | يدعو إلى الشوق فأنسى مآب |
لله دري لا أرى عاشقاً | إلا جرى دمعي وطال انتحاب |
كَأنَّ قلْبي بِبَقَايا الْهَوَى | معلقٌ بين خوافي عقاب |
يا حبَّذا الكأس وحور الدمى | أزْمانَ ألْهُو والْهوى لاَيُعابْ |
يا صَاح بَلاَّنِي طِلاَبُ الْهَوَى | وصرفُ إبريقٍ عليه النقاب |
يوما نعيمٍ أخلقا جدتي | ولمة ً مثل جناح الغراب |
واللَّه ما لاَقَيْتُ مِثْليْهِما | في عامر الأرض ولا في الخراب |
لهفي على يومي بذي باسمٍ | ومجْلِسٍ بيْن خلِيج وغابْ |
يا مجلساً أكْرِمْ به مَجْلِساً | حُفَّ بِرَيْحَان وعيشٍ عَجَابْ |
بِتُّ بِهِ أُسْقى رُهاوِيَّة ً | لعِيبَ سِتٍّ خُلِقتْ لِلِّعابْ |
ثم غدونا وغدا ذاهباً | وكُلُّ عيْشٍ مُؤْذِنٌ بِالذَهَابْ |
لهوت حتى راعني غاديا | صَوْتُ أمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ الْمُجَابْ |
لَبَّيْكَ لَبَّيْكَ هَجَرْتُ الصِّبَا | وَنَامَ عُذَّالي وَمَاتَ الْعِتَاب |
لا ناكثاً عهداً ولا طالباً | سُخْطَكَ مَا غَنَّى الْحَمَامُ الطِّرَابْ |
أبْصَرْتُ رُشْدِي وَهَجَرْتُ الْمُنَى | وَرُبَّمَا ذَلَّتْ لَهُنَّ الرِّقَابْ |
يَا حَامِدَ الْقَوْلِ وَلَمْ يَبْلُهُ | سَبَقْتَ بِالسَّيْلِ انْهِلاَلَ السَّحَابْ |
الفعل أولى بثناء الفتى | ما جاءه من خطلٍ أو صواب |
دَعْ قَوْلَ وَاءٍ وَانْتَظِرْ فِعْلَهُ | يثني على اللقحة ِ ما في العلاب |
إذا غدا المهدي في جنده | أو راح في آلٍ الرسولِ الغضاب |
بدا لك المعروف في وجهه | كالظلم يجري في ثنايا الكعاب |
لا كالفتى المهدي في رهطه | ذو شيبة ٍ كهلٍ ولا ذو شباب |
لا يحسنُ الفحشَ وينكي العدى | وَيَعْتَرِيهِ الْجُودُ مِنْ كُلِّ بَاب |
ضرَّاب أعناق وفكاكها | في مجلس الملك وظلِّ العقاب |
في صدره حلمٌ وفي درعه | مُظَفَّرُ الْحَزْم كَرِيمُ الْمَآبْ |
تَرَى حجَاباً دُونَهَ هَائِلاً | والروح والأمنُ وراء الحجاب |
جَرَى اللَّهَامِيمُ عَلَى إِثْرِهِ | جري البراذين خلافَ العرابْ |