مهرجان من حنين
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
حياتي سطور ومحض انتشاء | ووجه يحج إليه المضاء |
تكبدت أهواءها صاعدا | وما زلت أنزف للاحتفاء |
هنالك تأسو الشموس الجباه | ويغمر صدر العروق البهاء |
وأعرف أن الشراع الثواني | تزف الوصايا بغير انحناء |
وأن السنين الطوال استدارت | يكبل أشواقها الكبرياء |
فيا أيها الجمر لا تخف عني | مروجا تدثرن هذا الضياء |
وأين المساءات عاشت تمني | عذابي بأن الرحيل ابتداء |
وما كنت أدري متى أرتقيها | ولو أطعمتني لحون السماء |
صباح شهيد بلون عفي | وهذي العيون التي لا نشاء! |
وأشلاء زهر تناثرن مثلي | وتسفر أمواجه عن لقاء |
وأبحث عن رجفة في جروحي | تغالب أطيابها الاشتهاء |
وموال عشق قديم تولى | فلم ينبس الحرف إلا الإباء |
وأصداء ذكرى جنون جميل | يحوم في عرشها الأصفياء |
ويهفو إلى الروح محراب فجر | رحيب تقاذفه الانتهاء |
فوقع البنادق سحر خطير | يفتق في غاب قلبي نداء |
ومهما حفرنا على الحب شعرا | ستبقى "فلسطين نهر الوفاء |
فإنا ولدنا وفي الطين حلم | بان الذي ضاع لابد جاء |
ولو حاربتنا السهول جميعا | وخان الحقيقة ليل البغاء |
واقبل من كل صوب مرير | مغول يكرس عصر امتطاء |
فإن "فلسطين" تغزو دمانا | بعرس وفي القدس عطر الغناء |