فيروز أغنية العش الأولى
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
فيروزُ لحنٌ فمُ الدنيا فما الخبر ؟ | من قَندل الليل حتى أزهر القمرُ ؟ |
من صبَّ هذا النشيد العَذب في شفتي | ومن يسامر يا عصفورتي السَّمر |
لِمن يمُدُّ الندى كفَّيه أشرعةً | لمن يدندن بعدَ العُزلةِ الوترُ ؟ |
لمن يوشوِش هذا النخل في بلدي ؟ | لمن يُقيم الذي يحلو له السَّفر ؟ |
جئتِ وذاكرةُ الأيام مُثقلةٌ | بحُزنها والليالي نبضها عبر |
فانثال وجهُكِ أوقاتاً معطرةً | بالبشر وانهلَّت الأحلام والصُّور |
وأقبل العام محمولاً على طبقٍ | من المحبة لا خوفٌ ولا ضجر |
تضاءلت حولكِ الأبعاد وانبثقت | من بُعد عينيك شمسٌ طعمها مطر |
جئتِ والصبحُ صبحٌ لا صباح له | وللبدايات وجهٌ لونه كدر |
كان المدار دخاناً والديار لظىً | والوقت داجي الطوايا ماله سَفر |
كان "الخليج" دماءً و "الجليل" أسى | وفوق " بامير " سيل الظلم يستعر |
كانت نسائمنا ريحاً مصرصرة | ناريةَ اللفح لا تُبقي ولا تذر |
وقريتي مُلئت صمتاً وحشرجةً | كأنه لم يَُرَقِّص رأسها سمر |
استدفئوا "علب الإسمنت" واحترقوا | بدفئهم والأسى يهمي وما شعروا |
لا الدار داري التي أهديتها عبقي | يوماً ولا أهلها يا زهرتي بشرُ |
أتيت بُشرى صفاءُ الحب ينشرها | غمامةٌ في نداها يغرق الشجر |
وجْهاً غُلالته طُهرٌ وسحنته | شعرٌ وفي مقلتيه يبحر السَّحر |
معنىً بعيداً وشِعراً لا يُطاوله | عقلٌ هوى مشرقياً ليس يختصر |
وجئتُ أُزجي القوافي طالباً قبساً | من البراءة جئتُ اليومَ أعتذرُ |