بغداد دار حضارة الإسلام
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
بغداد دار حضارة الإسلام | ومقر عرش المالكين السامي |
قد نافس المنصور فيها اختها | متنزه الدنيا دمشق الشام |
وشأت علا فيه وفي ابنائه | خلفاء عباس على بهرام |
وسمت بهارون الرشيد مكانة | اوفت على الايوان والاهرام |
ولكم بها المأمون شاد معاهداً | زخرت بفيض العلم والالهام |
تتزاحم العلماء في جنباتها | موفورة الاكرام والانعام |
يمشي جلال الفضل بين قصورها | بمواكب الاجلال والاعظام |
مدت ثقافتها الى الافرنج | والاتراك والرومان والاعجام |
ورعت بيونان وما قد شاده | حكماؤها الماضون كل زمام |
واليوم جدد فيصل ما اخلقت | فيها يد الايام والاعوام |
شق الطريق بها الى العليا كما | للعدل فيها سن خير نظام |
يقفو سبيل جدوده فيها وما | يعدو الذي شرعوه من احكام |
ملك كفى للعرب فخراً انه | اضحى لها في الدهر خير امام |
رد الفخار الى العروبة بعدما | ذهبت بجدته يد الايام |
هز العراقيين ذكر جلوسه | طرباً كما قد هز اهل الشام |
يوم مشى في كل قطر بشره | كالبرء يمشي في ذوي الاسقام |
ولو انها اسطاعت برمانا مشت | شوقاً لبغدادٍ على الاقدام |
واذا عداها ان تقاسم اهلها | في القرب بهجة عيدها البسام |
فلقد اتاح لها الزمان لقاء من | قد انجبت من اروع وهمام |
نزلوا مصائفها الجميلة واغتدوا | ومقامهم فيها اجل مقام |
خلع السنا نوري السعيد فازهرت | منه روابيها وكل أكام |
في ليلة اكرم بها من ليلة | سكر الوفود بها بغير مدام |
غنت بلابلها على جلاسها | وهم كرام أُولعوا بكرام |
تملي عليهم من شمائل فيصل | ما يسكر الاسماع بالانغام |
ملأ السرور قلوبهم وكأنهم | ابناء ام او بنو اعمام |
دام السرور لهم اليفاً ولتدم | بغداد دار حضارة الاسلام |