حُبٌّ بكفالة الريح !
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
هو الليلُ سالَ الآن من جنبِ أدمعي | فزادَ اشتياقي للسِّفار فسارعي |
نعانقْ مع الأحرار أمجادَ حزننا | جنائنَ تُغري كلَّ مرأىً ومَسمعِ |
أنا المُجتَبى المنذورُ للموت في الهوى | وأنت الهوى فالموتُ مَوّالُ أضلعي |
بروقٌ تُهَلِّلُ بالثناء فتنتشي | طلائعُ لُقيا في العراق فلا نَعي |
تعالي فمِن حولي البروقُ مُغِيرةٌ | دُنىً تجعل الأخطارَ غايةَ مَطمعي |
ومِن أين للأسرار كاتمُ دفئها | وسِرُّكِ قُبلاتٌ تضيقُ ببُرقعِ !؟ |
تَحَدَّثَ عنكِ الحاسدون بِحَيرةٍ | فما أجملَ الأطيارَ حولَ المنابعِ ! |
وما هَمَّني ما دمتِ في أصلِ مهجتي ؟ | سيفترقُ السمّارُ كُلاًّ لتَقنعي ! |
صلاةٌ لأوطانٍ , لِحُبٍّ , لِصبوةٍ | كفالةُ ريحٍ تنتمي للصوامعِ |
هموميَ لا تخبو انتشاءً بفَوحها | وزهواً بماضٍ مِن شراريَ ذائعِ |
هموميَ كالأفراسِ تقتادُ بعضَها | خريفاً الى حضن الربيعِ فترتعي |
سُلالاتِ أحلامٍ جمَعْنا من الصِّبا | فَغِبنَ سُدىً ما بين هَشٍّ ورائعِ ! |
وبأسُ شبابٍ تقدحُ الريحُ شمعَهُ | توارى عطاءً في جَمالٍ مُشَبَّعِ |
وحين سعى الإصرارُ يدعو شبابَنا | وينزعُ عنه الشوكَ صِحْنا لِيَرْجَعِ |
مطارحُ أوهامٍ طوَينا بعشقِها | عقوداً وكان اليأسُ حيناً كمَرجَعِ ! |
نداوِلُها بين الأنامِ تَميمةً | وها هي ذي الخمسون تَقربُ مَخدعي |
وما في منافي العمر إلاّ هويتي | مُهلهَلةُ الأطرافِ مجروحةُ الوعي |
أقول لها أنْ في بلادي مَسرَّةٌ | وعافيةٌ فاستبشري وتشجَّعي |
وقولي : إلهي في السماء وفي الثرى | وفي كلِّ ما درَّتْهُ أثداءُ مُرضِعِ |
أماناً لأنَّ الباسقاتِ بخيرها | أفاضتْ , وما هُزَّتْ جذوعٌ بإصبعِ ! |