1- أَمامَ المِرآة .. |
إلى أينَ تَمضي بِكَ الخَطواتُ |
وأنتَ تَسيرُ .. تُرى مَا المَصيرُ |
لَياليكَ شَاحبةُ الوَجهِ .. يَغتالُها الصَّمتُ .. |
لا قَمرٌ .. لا نَسائِمُ .. لا فَجرُ فِي آخِرِ اللَّيلِ .. |
صَارَ المَدى سَرمَدا |
والرُّؤى تَتناثَرُ فَوقَ الطَّريقِ .. حُطاماً .. رَماداً .. غُبارا |
وَوحدَكَ مَا زِلتَ تَحمِلُ مَنفاكَ .. بَينَ حَناياكَ .. لَيلاً نَهارا |
تَجوبُ قِفاراً .. وتَطوي قِفارا |
وكُنتَ تَظنُّ المَدى مَلكوتَكَ .. حتّى صَحوتَ |
2- سُـؤال |
إلى أينَ .. كَيفَ بَدأتَ البِداية |
غَفوتَ عَلى حُلمٍ .. صَوَّرَ الوَهمَ .. شَمساً |
تُضيءُ لَياليكِ .. تُنهي عُصورَ مَنافيكَ .. |
تُدمي حَناياكَ .. حتّى النِّهاية |
نَأيتَ .. نَأيتَ .. ضَللتَ الطَّريقَ |
وهَا أنتَ عِندَ حُدودِ الضَّبابِ |
تُسافِرُ عَبرَ مَتاهاتِ دَوّامةِ الإغترابِ |
وسَاعةَ تَصحو .. تَكونُ انتهيتَ |
3- سُـؤالٌ آخر |
لِماذا حَلُمتَ اللَّيالي الطِّوالْ |
سُـؤالٌ .. يَطولُ مَداهُ مَدىً .. ويَظلُّ السُّـؤالْ .. |
وهَا أنتَ تَصحو .. وجُرحُكَ .. نَارٌ ووحلٌ ومِلحُ |
كأنَّكَ كُنتَ تُطارِحُ .. في نَشوةِ الوَهمِ .. |
في شَطحاتِ الخَيالْ |
رُؤىً أجهضتْهَا .. لَيالي المُحالْ |
4- أوهام |
رُؤآكَ .. تَقيَّأها البَحرُ .. |
مَوجاً تَكسَّرَ قَبلَ الوُصولِ |
إلى شَاطِئٍ لَمْ يَعدْ زَورقٌ لَكَ فِيهِ .. |
إلى مَوعدٍ .. نَحرَ الإنتِظارُ نَهاراتِهِ .. |
اغتالَ كُلَّ لَياليهِ .. لَيس لَهُ في الزَّمانِ .. زَمانْ |
ولَيس لَهُ في المَكانِ .. مَكانْ |
إلى امرأَةٍ .. كُنتَ تَحلمُ .. أنَّكَ في حُضنِها تَصنعُ الحُبَّ .. |
تُبحرُ حتّى نِهاياتِ كُلِّ الفَضاءآتِ |
تَقطُفُ مَا تَشتَهي مِن نُجومٍ |
تُسافِرُ في مُقلتيها .. وتَرجِعُ تَرتاحُ .. |
مَا يَتبقّى مِنَ العُمرِ بَينَ يَديها |
إذا أظلمَ اللَّيلُ .. تَأوي إليها |
إذا نَهشَ العِشقُ أوصالَ رُوحِكَ .. تَأوي إليها |
5- ألوَداع |
وَداعاً .. وَداعا .. طَويتَ الشِّراعا |
وفَوقَ الرَّصيفِ تَهالكتَ .. والوَقتُ يَمضي تِباعا |
وسَاعاتُ عُمرِكَ تَمضي سِراعا .. وَداعاً .. وَداعا |