تُهَرْوِلُ قَافِلَةُ العُمْرِ .. تَمْضِي العُجَيْلَى |
تَجُرُّ خُطَاهَا تِبَاعَاً سِرَاعَاً |
نَهَارَاً وَلَيْلا |
وَرَغْمَ دُنُوِّ مَدَاهَا المُقَدَّرِ مِن مُنْتَهَاهُ |
أُصِرُّ عَلَى رَفْضِ أَن يَتَوَقَّفَ .. |
نَبْضُ الصَّبَابَةِ فِي جَسَدِي المُتَمَرِّدِ .. |
أَن أَتَحَجَّرَ تَحْتَ ظِلالِ الكُهُولَةِ .. |
أَن اَتَرَجَّلَ عَن صَهَوَاتِ الصِبَا والطُفُولَةِ .. |
كَيْفَ أَخُونُ رَبِيعَ الهَوَى وَالشَبَابِ |
وَكَيْفَ أُحَطِّمُ مِرْآتَهُ .. |
كَيْفَ أُغْلِقُ .. حِينَ يَلُوحُ مُحَيَّاهُ .. بَابِي |
وَأُعْلِنُ أَنِّي انْتَهَي بِي مَطَافِي |
وَأَنِّي بَدَأتُ لَيَالِي اعْتِكَافِي |
وَأَنِّي غَدَوْتُ رَهِينَ مَتَاهَاتِ مَنْفَى اغْتِرَابِي |
لِمَاذَا ارْتِحَالِي إلَى شَاطِىءٍ .. |
لا يُضِيءُ فَضَاءً أَحُطُّ عَلَيْهِ رِحَالَ خَيَالِي |
أَنَا شَاعِرٌ .. كَيْفَ أَغْفُو بِحُضْنِ اللَّيالي .. |
بِلا حُلُمٍ .. |
كَيْفَ تَصْحُو القَصِيدَةُ مِن رَحْمِ أَهْوَائِها |
فِي الصَبَاحِ .. وَلا تَسْتَحِمُّ بِمَوْجَةِ عِطْرٍ |
وَلا تَتَدَثَّرُ أَعْطَافُهَا بِعَبَاءَةِ سِحْرٍ |
وَلا تَتَهَادَى بِدَلٍ وَكِبْرِ |
أَنَا لا أُبَالِي .. |
إذَا قِيلَ عَنِّي أَسِيرُ الخَيَالِ |
رَهِيُن اللَّيالي الخَوَالِي |
وَإنْ صَارَ عُمْرِي بِكُلِّ فَضَاءاتِهِ .. |
قَابَ قَوْسَيْنِ .. أَوْ صَارَ أَدْنَى |
فَمَا زَالَ بَحْرُ الصَبَابَاتِ بَحْرِي |
تُسَافِرُ بِي .. لا تَهَابُ النُزُولَ عَلَى أَيِّ شَطٍّ |
مَجَادِيفُ شِعْرِي |
وُحِينَ تَصِيرُ القَصِيدَةُ تِمْثَالَ رَمْلٍ |
وَيَنْطَفِىءُ العِشْقُ فِي مُقْلَتَيْهَا |
أَكُونُ انْتَهَيْتُ .. |
وَأَنْهَى يَبَابُ رُؤى الأَبْجَدِيَّةِ .. |
ايَّامَ عُمْرِي |