لا تخدعنك كثرة الزراع
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
حيتك ذات خصائص لا تنكر | عصماء تعبث بالعقول وتسحر |
ما أسلست للخاطبين قيادها | إلا لفارسها الذي تتخير |
أزجيتها لك درة مكنونة | من حسن منظرها يغار الجوهر |
في لفظها جرس يعيد إليك | رائعة ابن معتوق بلحن يسكر |
تنساب مثل الجدول الرقراق في | نسق فيستهويك منها المنظر |
تبت يداها إن أخل بحسنها | وزن يضيق به الأديب النير |
أوشان معناها الجميل تكلف | في النطق أو شاب البيان تقعر |
أوحى الضمير بها فجاءت عكس ما | يهوى السود وفوق ما يتصور |
لا تخدعنك كثرة الزراع في | تلك الحقول فجلها لا يثمر |
ليت المدار على النهى في حكمها | فيما يذاع وما يخط وينشر |
لعلمت أية قيمة يسمو بها | الأدب الأصيل وأي لغو يقبر |
أما وقد فرض الغثاء وجوده | وغد الدعي من المثقف يسخر |
أما وقد برز الغثاء وسخرت | لرواجه صحف تشيد ومنبر |
فقل السلام على الثقافة والحجا | فالجهل في زمن كهذا أجدر |
ما للقلوب إلى الصبا ميالة | ولربما فقد الحياء موقر |
فصبا ولم يأبه لقالة ناصح | ما باله ؟ أفلا يحس ويشعر |
ماذا دهاه ؟ دهته عينا جؤذر | أكبادنا من ضربها تتفطر |
أفبعد ذلك يليق بشاعر | يشدو ومن يشدو به لا يذكر |
تلكم خواطر شاعر يا صاحبي | فتقبلوا وحي الخواطر واعذروا |