هُوَ الليلُ نافذةٌ للجراحْ . |
تُطِلُّ عليَّ |
على الجَسَدِ ال أَوهَنَتهُ الخُطُوبُ |
و عاثَت به عَاتِياتُ الرِّياحْ . |
و شَقَّت يَدُ الشَّيبِ فِيهِ تَجاعِيدَ عُمرٍ مضى |
بَينَ صَحبٍ نَسَوا أو تناسَوا |
و بينَ كِتابٍ و طِفلٍ نَما فِيَّ ، |
صارَ المُشاغِبَ |
لا ارتَحتُ مِنهُ |
و لا مِن عَصايَ التِي أدَّبتهُ استَرَاحْ . |
أُحاوِرُهُ |
أَقرأُ الذِّكرياتِ مَعَهْ . |
و أَمسَحُ إمّا بَكَى فوقَ صَدرِ الدُّجَى أَدمُعَهْ . |
أُصَرِّخُ فِيهِ ، و أَحنُو عَلَيهِ |
و أَغفُو إِذا ما دَعانِي النُّعاسُ على رَاحتَيهِ |
نَشُدُّ و نُرخِي حِبالَ الكلامِ المُباحْ |
إلى أن تُشَقشِقَ عُصفُورَتِي |
في الصَّباحْ . |
*** |
و يَأتِي الصَّباحْ . |
فيُشرِقُ وَجهُكِ في خَافِقِي |
و يَعكِسُ مِثلَ المَرايا خيالاتِ ليلتِيَ البَارِحَةْ |
رفِيقةَ رُوحِيَ : |
هل كُنتِ فِي حَضرةِ الهَمسِ و الذِّكرياتِ هُنا البارِحَه ؟ |
رأَيتُكِ كالطَّيرِ فِي أُفْقِ ذَاكرتِي سابِحهْ . |
و في ظُلمةِ اللَّيلِ أَوقَدتِ شَمعةَ رُوحِكِ |
همهَمتِ يا مُهرَتِي الجامِحهْ . |
أَحقّا أَتَيتِ على غَفلةٍ مِن عُيُونِ الحَرَسْ ؟ |
تسلَّقتِ أَسوارَ قلبِي الكبِيرِ |
فأَنطقتِهِ |
بعدما مَزَّقتهُ نُيوبُ الخَرَسْ ؟ |
رأيتُكِ كالنِّيلِ تُلقِينَ سِرَّكِ فِيكِ |
ليُدفنَ فِيكِ |
و حِينَ ظمِئتُ |
مَدَدتُ شِفاهَ الصَّدى نحوَ فِيكِ |
فهل كانَ يا ياسَمِينَ الفُؤادِ رحِيقُ المُعَنَّى يفِيكِ ؟ |
و هل خبّأَ النِّيلُ سِرَّكِ |
أم أَعلنَتَهُ لِكأسِ انتِظارِي فُيوضُ الزُّلالِ القَرَاحْ . |
إذا الصُّبحُ رَاحْ . |
فَأَسلَمَنِي عَنوَةً للمَسَاءِ ، |
و أَلقَى عَلَى فَرقَدَيهِ الوِشَاحْ . |