أرشيف الشعر العربي

الوشاح

الوشاح

مدة قراءة القصيدة : دقيقتان .

هُوَ الليلُ نافذةٌ للجراحْ .

تُطِلُّ عليَّ

على الجَسَدِ ال أَوهَنَتهُ الخُطُوبُ

و عاثَت به عَاتِياتُ الرِّياحْ .

و شَقَّت يَدُ الشَّيبِ فِيهِ تَجاعِيدَ عُمرٍ مضى

بَينَ صَحبٍ نَسَوا أو تناسَوا

و بينَ كِتابٍ و طِفلٍ نَما فِيَّ ،

صارَ المُشاغِبَ

لا ارتَحتُ مِنهُ

و لا مِن عَصايَ التِي أدَّبتهُ استَرَاحْ .

أُحاوِرُهُ

أَقرأُ الذِّكرياتِ مَعَهْ .

و أَمسَحُ إمّا بَكَى فوقَ صَدرِ الدُّجَى أَدمُعَهْ .

أُصَرِّخُ فِيهِ ، و أَحنُو عَلَيهِ

و أَغفُو إِذا ما دَعانِي النُّعاسُ على رَاحتَيهِ

نَشُدُّ و نُرخِي حِبالَ الكلامِ المُباحْ

إلى أن تُشَقشِقَ عُصفُورَتِي

في الصَّباحْ .

***

و يَأتِي الصَّباحْ .

فيُشرِقُ وَجهُكِ في خَافِقِي

و يَعكِسُ مِثلَ المَرايا خيالاتِ ليلتِيَ البَارِحَةْ

رفِيقةَ رُوحِيَ :

هل كُنتِ فِي حَضرةِ الهَمسِ و الذِّكرياتِ هُنا البارِحَه ؟

رأَيتُكِ كالطَّيرِ فِي أُفْقِ ذَاكرتِي سابِحهْ .

و في ظُلمةِ اللَّيلِ أَوقَدتِ شَمعةَ رُوحِكِ

همهَمتِ يا مُهرَتِي الجامِحهْ .

أَحقّا أَتَيتِ على غَفلةٍ مِن عُيُونِ الحَرَسْ ؟

تسلَّقتِ أَسوارَ قلبِي الكبِيرِ

فأَنطقتِهِ

بعدما مَزَّقتهُ نُيوبُ الخَرَسْ ؟

رأيتُكِ كالنِّيلِ تُلقِينَ سِرَّكِ فِيكِ

ليُدفنَ فِيكِ

و حِينَ ظمِئتُ

مَدَدتُ شِفاهَ الصَّدى نحوَ فِيكِ

فهل كانَ يا ياسَمِينَ الفُؤادِ رحِيقُ المُعَنَّى يفِيكِ ؟

و هل خبّأَ النِّيلُ سِرَّكِ

أم أَعلنَتَهُ لِكأسِ انتِظارِي فُيوضُ الزُّلالِ القَرَاحْ .

إذا الصُّبحُ رَاحْ .

فَأَسلَمَنِي عَنوَةً للمَسَاءِ ،

و أَلقَى عَلَى فَرقَدَيهِ الوِشَاحْ .

اخترنا لك قصائد أخرى للشاعر (جمال مرسي) .

و نطقتَها

الخروج من محارات التوجس

لن تهداَ النار

إطلالة على العام الجديد

قالت جملتينِ و سافَرَت


مشكاة أسفل ٢