حوار بيني وبين أمي
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقة واحدة
.
أمي تسائلني تبكي من الغضب | ما بال أمتنا مقطوعة السببِ؟! |
ما بال أمتنا فلّتْ ضفائرها | وعرّضت وجهها القمحيّ للّهبِ؟! |
ما بال أمتنا ألقت عباءتها | وأصبحت لعبة من أهون اللّعَبِ؟! |
ما بال أمتنا تجري بلا هدف | وترتمي في يدي باغ ومغتصبِ؟! |
ما بال أمتنا صارت معلّقةً | على مشانق أهل الغدر والكذبِ؟! |
ما بالُها مزّقت أسباب وحدتها | ولم تُراع حقوق الدين والنّسَبِ؟! |
أمي تسائلني والحزن يُلجمني | بني مالك لم تنطق ولم تُجبِ؟! |
ألست أنت الذي تشدوا بأمتنا | وتدّعي أنها مشدودة الطُّنبِ؟! |
وتدعي أنها تسمو بهمتها | وتدعي أنها مرفوعة الرتبِ؟! |
بني، قل لي، لماذا الصمت في زمن | أضحى يعيش على التهريج والصّخبِ؟! |
أماه .. لا تسألي إني لجأت إلى | صمتي، لكثرة ما عانيت من تعبي |
إني حملت هموماً، لا يصورها | شعر، وتعجز عنها أبلغ الخطب ِ |
ماذا أقول؟، وفي الأحداث تذكرة | لمن يعي، وبيان غير مقتضبِ |
تحدّث الجرحُ يا أماه فاستمعي | إليه واعتصمي بالله واحتسبي |