أريج البوح
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
يا من سكنتِ الروح من كلماتي | ومكثتِ بين جوانح الأبياتِ |
وأتيتِ من عمق الطفولة غضَّةً | حسناءَ تجتاز الزمان الآتي |
تتقادمينَ إلى أتونِ بدايتي | وتُسابقينَ تسارعَ السنواتِ |
أضحى تُرابُك في شراييني دمًا | وغدا هواؤك راويًا نسَماتي |
بيضان يختلج الكلام بخافقي | وتثور نار الحبِّ في كلماتي |
العاشقون تأوَّهوا وتألموا | وأنا حفيفُ الأنس في آهاتي |
مازلتِ قنديلا يلوِّح ضوؤه | ويثير دعوى النور في ظلماتي |
لما رحلتُ تكدَّر الإحساس في | قلبي وسار اليأس في خطواتي |
وانشقَّ باب الحزن وابتدأ النوى | يسقي رياضَ الروح بالحسراتِ |
أنا إن رحلتُ فما ابتعدتُ لأنها | رحلتْ معي واستوطنتْ في ذاتي |
وأتيتُ يا بيضان يجمعنى الهوى | ويبعثر الأحزان في صرخاتي |
قد جئت أحمل في فؤادي أحرفي | وأصوغ وجهَ الشعر من أدواتي |
أمضي وأحمل في سفينة غربتي | شوقًا يفجِّر أعذب الكلماتِ |
الحبُّ جزء من ملامح رحلتي | والشوق رسمٌ في مدى قسماتي |
جاء الفؤاد إليكِ يحتضن الهوى | ويجيد رسم الشوق بالكلماتِ |
أصفى من البلُّورِ أعذبُ منطقًا | من سلَّم الإيقاع والنغماتِ |
أنا عاشقٌ أوماترين ملامحي | ممزوجةً بالبِشْرِ والبسَماتِ |
أنا عاشقٌ والحبُّ بعض حكايةٍ | مسطورةٍ في أعبقِ الصفحاتِ |
ملأ الطُّموحُ مَشاعِري وكأنني | أمتاح من نبع السموِّ الذاتي |
بيضان يحتار القصيد ولا يفي | إلا بجزء من صدى الخلجاتِ |
هذي المشاعر في رُباك تألَّقتْ | وسما أريج البوح في نبضاتي |
فتقبَّلي بالحبِّ لهفةَ شاعرٍ | مازال يركض في ربى الكلماتِ |