رسالة إلى سيدتي التي لم تحضر
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
(1) | يا سيّدتِي ! | هذا ما يُزعجُني | أنْ أرقُبَ صَوْتَ المِحْجَرِ يغزونِي، | فيُمزّقُ أوردَتِي، | وليكتبْ في داخلِ أيّامِي | أنّي لمْ أعرفْ ( سيّدتي ) !! | (2) | يا سيّدتي ! | ميعادُ اللّيلِ يُراودُنِي | يبعثُني في مَوكِبِ أحْلامي، | ويجولُ بيَ الآفاقَ لكيْ يرسمَني | نُقطةَ تاريخٍ حمْراء. | موجعةٌ ذِكرى نَهْديْك، | وحنينُ الشّفةِ السُّفلى للماء . | (3) | يا سيّدتِي ! | لم أبصرْ في تاريخِ الأحزانِ، | حُزناً عَاجيّاً يتلامعُ كالبُلّور | في عينيْك . | لم أبصرْ مدداً بحريّاً يترامَى في خديّكْ | كبياضِ الرّوح . | (4) | يا سيّدتي ! | إنّي حينَ يُلامسُني صوْتُكِ | تنْتفضُ العَنْقاء، | وأُحسُّ بأنّي بُركانٌ في قَلْبِ الصّحراء، | لم أشعرْ- يا سيّدتي – | أنّ السّيفَ النائمَ لمْ ترفعْهُ سوى بارقةِ العينيْن، | وبأنّ العُمْرَ الآثمَ لمْ يُولدْ، | وبأنّي لم استنشقْ رائحةَ الإغواء . | (5) | يا سيّدتي ! | لم أكتبْ منْ نُورِ جبينِكِ مَوالا، | لم أنقُشْ في مَتحَفِ صدرِكِ أوجاعا ، | لم أنبشْ من ساحةِ تاريخِكِ دندنةً، | لم أعرفْ – بعدُ - تفاصيلَ الذّكرى . | (6) | يا سيّدتي ! | يكفيني أنّكِ ( سيّدتي ) | وبأنّي تمثالٌ يختصرُ الدّنيا في ضوءِ عُيونِكْ. | لنْ يبقى في الدّنيا – يا سيدتِي – إلا أنّكِ ( سيّدتِي ) . | |