أرشيف الشعر العربي

سيدة الوهم

سيدة الوهم

مدة قراءة القصيدة : 5 دقائق .

عاشق ، قلبه في يديه ..

حالم بالأماني التي غادرته..

إلى غامضات التلاشي ..

و بوح القلم .

صوت نبضاته مثل تسبيحة التائبين ..

و نظراته الحالمات تسيج في ظامئ العمر ..

أحلى نغم .

يجيب نداء الأحبة قبل الرحيل بوابل دمع ..

و يكسر كل كؤوس التلاقي القديمة ..

بساعة وصل يتم لقاها ..

أو لا يتم .

على حسرة من هشيم المرايا التي صورتها ..

و ضوع العطور التي عششت في الزوايا ..

و ملقط شعر تمطى كتاج الأميرات ..

ثم هوى في وميض السراب الكذوب ..

ليغدو السقم .

ليس ذاك الوميض سوى نصل قلبي ..

و ذاك المدى غير توسيع روحي ..

لتشمل كل خرائطها المخملية ..

حيث ترسخ في أطلس العشق لون اليتم .

عندما طاول الأفق باسق نخلي ..

شعرت بطعم المرارة في مائه و الرطب ..

و ناديت في بوق رملي و بين اصطفاف الدوالي :حامض يا عنب ..

فأدرك من سمع الصوت أن بعشقي ..

شيئا أهم .

*** *** ***

لا يهم .

كل هذي الصبابات وهم .

و الهدايا التي رافقت عمرنا سابقا ..

ستغدو بقاموس حبي كبدر هرم .

لك كل العيون ستائر ..

و كل المرايا التي خادعتني ضفائر ..

فأي الخيول إليك ستمضي ؟؟

و سور

جمالك – أمس – انهدم . ..

أي حب تريدين ؟ أي التقاء ؟؟

صار دمعك رملا و غيمي سماء ..

ليت كل الدروب تعود خجولة ..

لتقطع شريان بعض المنافي ..

و ترسم قلبا لبعض القمم .

حبك الآن - يا صولجان النساء – مزيف.

و ليل قوافيك خالي الوفاض ..

و فجر تخلف .

إذا حاصرتك خيول التمني ..

و مالت بنود جيوش ارتغابي ..

ستأتي جميع ذنوبك مثل الخفافيش ترسم في لوحة الحب..

نبضا توقف .

و ثغرا لغانية لم يدنس لمى شفتيها اعتصار الرحيق ..

و خل نهم .

وحدك الآن في ظل شوكك..

تحرثين البحار و رمل القفار ..

تخطين في رحم الغيب سطر الندم .

*** *** ***

و قولي كرهتك ..

لم تعد – يافتى – حلمي المرتجى ..

إن بيني و بينك ما فتح الله ..

و الثأر دم .

من خبايا أنوثتك المستباحة ..

تقفز غزلان روحي ..

و يصمت عند لقائك بوح الشفاه ..

كأن الكلام ذنوب ..

و كل الحروف صهيل العدم .

لون هزائمنا أحمر داكن ..

و العيون غراب ..

كلام عصي على شفتينا يسافر ليلا ..

و يبكي السحاب .

أغادر نفسي ، و أخلع حبي كثوب الظهيرة ..

فأغرق في ذكريات الطلول و نهر الإياب .

و ألجم مهري الجموح لطعم القبل ..

عندما لم يكن من مبادلة الاشتهاء مفر ..

لعزف النغم .

*** *** *** ..

على شفتي مايزال رنين القبل ..

و في مخزن الذكريات سيخضر غصن من الياسمين ..

لأن التي غادرتني ..

سترجع أدراجها نحو ميناء عشقي ..

و تغرس مرساتها في ضلوعي ..

و يحلو الألم .

لتلك العيون التي أوقفت سهم عيني ..

و تلك الشفاه التي احرقتني ..

و ذاك القوام الذي ما انحنى في مزاد النخاسة ..

سأزرع قافية الحب بين كرومي ..

و أروي ظماها بوابل أيامي الذاهبات ..

إلى حيث يندمل العمر جرحا لذيذا ..

و لا يلتئم .

كلما أتعبتني تعاريج عمري ..

استرحت على ضفة الحلم بين جناحيك و المعصرات ..

صرخت بعمري الذي ضيعتني تعاريجه :استقم .

راحل في غبار القوافل نحو حماها ..

حاملا ضمن حقائب ذلي قماشا تبقى ..

بعيد انطفاء لظى الكبرياء ..

بعالي القمم .

أشرقت في دجاي كفانوس سحر ..

و رفت على حائط الوجد مثل الفراشة ..

فأطلقت نار التمني تحاصرها باشتهاء ..

فقالت : سلام عليك ..

لأن جميع كتاباتك السابقة ..

و كل الذي سوف تكتبه لاحقا ..

ليس في معجم الحب ..

غير العدم .

*** *** ***

و ماذا لديك إذا كنت وحدك..

سوى عشبة من خراب الحقول ؟

و طعم امتلاء السنابل عند الحصاد ..

و ماذا لديك سوى جذوة الوجد ..

أنفخ فيها عساها تصير جهنم .

و أطفئها ، لا يهم .

لك ما سرق اللص من محصنات الكنوز ..

و تعزية الراحلين إذا قيدت روحهم ..

قبل صوت الرصاص و شدو اللغم.. ..

لك دمع الأرامل عند وصول الجثث ..

و نظرات طفل يحار و يسأل : ما الموت ؟؟

حين تباري حلمة الثدي جوعا بفم .

و ماذا لديك إذا دفنوك و عادوا ..

فزلت على شرفة القبر مني قدم ؟ .

*** *** ***

ليت كل القصائد جمر ..

كنت خبأتها تحت روحك سرا ..

لأوقف زحفك نحو قلاعي ..

و أفضح كل نساء الوهم .

و ليت عيوني كانت زجاجا و لا لون فيها ..

لكنت رددت قصائدك النافذات إليها ..

و ودعت ضعفي و أهرقت في ظامئ الوعد ..

حبر القلم .

سأقصف بيتك في ذات حرب ..

و أعلن اني أصفي حسابي ..

و أشرب نهر الخطايا الذي فاض يوما ..

بشتى التهم .

سأرسم من لون روحك شاخصة في الطريق ..

تقول لكل الذين يمرون :

هذا سراب .

فمروا عليه بغير التفات ..

أطلت الحديث بهذا المقام ..

و غير مهم .

وداعا ..

وداعا إلى غير موعد ..

فحبي – مع الكل – كان الحقيقة ..

و أنت الوهم ..

اخترنا لك قصائد أخرى للشاعر (عبد الرزاق الدرباس) .

تاء التأنيث

ليته جاء

رائحة الفراغ

عنتر والماسنجر

لأنكِ في البال


مشكاة أسفل ٣