الـداء والـدواء
مدة
قراءة القصيدة :
4 دقائق
.
على هامش وعد "بلفـور".. | |
* | |
الدهر بالحــدثان شـدا | ومضى وصـار الأمر جداً |
واربد وجه العيش في | زمن على الجـور استبـدا |
وتصارعت هوج الريـاح | فراعــت الأطواد هـدا |
وتراكم الغيـم الحبـي | على عبــوس الأفق ســدا |
وتلفــت الثقــلان في | عكر الدجــى للنور نشدا |
وانصاع بعد الليـل نور | من مسيل الجــر فدا |
وعلت تباشير الصبــاح | فبــدت الظلمــاء بدا |
والعيش بدله الجديــدان | المطــارف فاستجدا |
والكون زلزل والحيـاة | تطاحنت عكســاً وطردا |
وأراكمو في غفوة السكرات | ما زلــتم عبــدي |
لا تملكون سوى الكــلام | يساء في الحفــلات سردا |
فثريكم في غمرة اللـذات | يمضــي العيـش رغدا |
ما همه الوطن المبيـــع | ولا شجــاه الأمــر ندا |
فإذا دعته اللذة الهوجــاء | فاض لهــا وأنــدى |
فإذا دعا الوطن الجــريح | حمــةً أعــطى فأكدى |
وإذا دعــــــته اللذة | الهوجــاء فاض لها وأندى |
وخطيبكم كالديـــك في | فلق الصبــاح إذا تبدى |
متســـنم عود المنابر | كي يفـــوق علـيه ندا |
شفتاه تصطرعــــان | بالأقوال فهو يسـوق عردا |
وضميره مــيت فليس | يهزه شعـــب تـــردى |
يا من جعلتم خــــادع | الأقوال للتصفيـق قصدا |
وغفـلتمو لاهيــن عن | هول يحيـق بكم وشدى |
هاكم عداكم في حمــاكم | شمروا ومضــوا ألـدا |
شبانهم تمشي بسيــف | فنائكم وتصــول جندا |
وشيوخهم تبدي الحــجا | وتكن في الأطـواء حقدا |
بعتم لهم إرث الجــدود | وما رعيتــم فيه عهدا |
عهداً دم الشهــداء مار | على صحيفــة مـردا |
ويل لكم.. أبأرضـــكم | تتوثب الأعـــداء شدا |
وعيونكم – عشيت – قصارهــا | بفيـض الدمـع تندى |
***** | |
يا أيها الباكون يجرون | الدموع جـــوىً وسهداً |
رفداً من الجفنين يستتلي | على الخديــن رفـدا |
ما نال ذو حق هوى | بالدمع يغـرق منه خدا |
فالحق يؤخذ بالصفاح | تؤدهــا الأبطال أدا |
والمجد يبنيه القوي وما | بنى ذو الضعـف مجدا |
يا من جهرتم بالكلام فأز | في الأفــــواه رعدا |
لا يمحي جرح العروبة | مــن فؤادٍ كاد يردى |
بالقول نمقه اللســان | فسـال للأسماع شهدا |
أو بالمنى رفـت على | سنة يراح بها ويغدى |
أو بالتشكي من صروفٍ | سيرت نحساً وسعـدا |
جرح العروبة طـبه | عمل من العلم استمـدا |
وحصين خلق لا تروعه | المفــاسد أن يبدا |
والعلم نبــراس الألى | نهدوا إلى العلياء نهدا |
والخلق أس الصـرح | يعمده بناة المجد عمدا |
***** | |
أين الذي أعددتمــوه | لتنقذوا الوطــن المفدى |
الشعب يثقله الضنـى | وينوء بالأغــلال جهدا |
والفـقر يغمـره بما | يُبكي فؤاد الصخر وجدا |
والجهل يلبسـه من | الآلام والأسقــام بردا |
واليأس دون مـناة في | سُبُل الحيــاة يقوم سدا |
أين الملاجئ تسعـدون | بها الألى حرموه جــدا |
أين المصـانع تلبسون | حديدهــا حلقاً وسردا |
أين الفيالق تصرعــون | ببأســها الخصم الألدا |
أو ما أتاكــم قول ذي | الصمصامــة البتار حدا: |
" كل امرئ يجري إلى | يوم الهياج بما استـعدا" |
إن شئتمو سبل الحيـاة | تنمــروا شيباً ومردا |
فهي الصلال تألبــت | وتقلبـــت ناباً وجلدا |
لا تخدعنكم السياســة | تجعل الأشــواك ورداً |
كي تركنوا لمنى سراب | لاح للصاديــن بـردا |
فلرب شهد في كؤوس | رضابــها بالسـم مدا |
***** | |
قومي: أجــدوا فاز | مشتمل ردا صبر أجدا |
واستعذبوا ورد الردى | يا طيبــة بالعز وردا |
جدوا وشدوا واستبدوا | مات شعــب ما استبدا |
وتدرعوهــا مــرةً | قدت من الأفنــاد قدا |
وتساندوا وتعاضــدوا | وتكاتفــوا قلباً و زندا |
وامضوا بعزمٍ صــادق | يأتج كالنيــران وقدا |
وابنوا صروح المجد في | غاب العلا واحموه أسدا |
واسترجعوا ما ضـاع | من أوطانكم غوراً ونجدا |
أولا فإن المـوت مـن | عيش الونى أهدى وأجدى |
والعبد يرضيه الهـوان | ولا يبـالي أن يصـدا |
والحر يأبى أن يضام | ولا يطيق العيش عبدا!! |