لا بحر في قلبي |
كي يصبَ النهر فيهِ الاغنياتْ |
الآن ينمو نرجسٌ |
لأموتَ في ماءِ البحيرةِ |
شاخصاَ نظري إليّ |
إلى غموض السنديانةِ |
في القميصِ الأخضرِ المنسوجِ |
من إبرٍ تطرّزني على ليلِ الخميسْ |
والأرض مسمارٌ يعلـّقني على الصفصافْ / |
. |
تتحجّرُ الأنثى |
ليصبحَ إسمُها رجعَ الصراخ الفوضوي |
أحبـّني ، |
وأنا التفتّ إلى رموزِ وسامتي |
وأبي هديرُ النهرِ منسابٌ على مرأى |
الفراشاتِ البريئةِ جوفَ أمّي / |
. |
كانَ ينقصني اختلافٌ في الملامِحِ |
كي أعيشَ وأستمدّ لياقتي من صخرةٍ |
كانت أرقَّ أدقّ من معنايَ في الخزَفِ |
الملثـّمِ بالبنفسجِ ، |
واختلاجاتي تعيدُ شبابَ آنيةِ النبيذِ |
وفيكِ بلـّور المساجِدِ راحَ يجرحُ شهوَتي / |
. |
تتجسّدُ العنقاءُ في لغتي |
فتمسي أحرفي ريشاً |
وأصبح واضِحاً في اللاوجودِ ، |
صنعتُ للفينيق من بئري سحاباً لازوردياً |
تحدّى الصيف فامتثلوا يصلـّونَ الجفاف ، |
فرحتُ أقفِزُ عن رقابِ الراكعينَ |
أنيرُ مصباحَ الخلود / |
. |
في داخلي |
تتقلصُ الأرضُ التي اتسَعَت |
كهذي الأرض واضيقــّت كأنَّ |
حدودها قدَمي ، |
فرحتُ أنتعلُ البسيطة نحوَ خطوتها |
( وعمّانُ ) الرحيبة أفسحت للعشقِ |
شارِعها ونامت تحتَ ابطي / |
. |
فاصطحبتُ الشمسَ |
كي أجني السلامة في المساءِ |
وحاطبو الليل المؤبّد أوغلوا |
فيهِ وعادوا بالأفاعي |
يشتكونَ لبعضهم أبديّة َ اللدغِ المرادفِ للضميرِ / |
. |
يمرُّ سيلُ الماءِ من تحتي |
فأعصرُ ثوبيَ المبتلّ تحتَ قواربٍ |
تعلو على قطراتِ ماءٍ ، |
غيرَ أنّي كانَ يؤذيني وصول البرّ |
حيثُ عدالتي مابينَ قافيتين |
تقتسمان أشلاء القصيدةِ / |
. |
أمّي تحلـّقُ |
حينَ يرفعها الغسيلُ |
على الأساطيح الفسيحة حيث تنشر ما تبقــّى |
من ثيابي ثمَّ تبكي ... |
أيّ حبلٍ فوقهُ نـَثـَرت بقاياكَ الحبيبة / |
. |
أمشي إلى صدَفٍ |
رميتُ محارَهُ خلفي |
فتختـَلِسُ التواشيحُ الخبيثة |
باطِنَ الأشياء ، |
لحظتها أقلـِّمُ صخبَ أغنيةِ |
التـوتـّرِ حيثُ أصبح آخراً |
. |
ومَسكتُ في كلتا يديَّ الحبلَ |
والحبلَ المجاورَ والتفتُّ إليكِ |
في غبشِ الوضوحِ تموسقي |
الخطوات والحبل المجاور |
راحَ يوهبهُ التذكر شكلَ ضوءٍ |
لولبيّ ْ |
. |
وتكسّر الأبريقُ |
صدّعَهُ أزيزُ النحلِ |
فوقَ النرجسِ المطعونِ |
فيهِ كرايةِ المهزومِ فوقَ الشمس ، |
والخزّافُ ماتَ |
وليس يكفي ما تبقــّى الآن |
من رملٍ لنكملَ نقصَ آدمهِ |
المجوّفِ للذنوبِ ، |
. |
مواكِبٌ |
ورنينُ كعبِ حذائها فوقَ الرصيفِ |
الأملسِ المصقول ِ ، |
أغنية الشبابيكِ التي جمعت |
شتاتَ الأمسِ تغرَقُ |
بالوسامةِ والفضول ِ ، |
وكنتُ وحدي |
قربَ مصباحِ الطريقِ |
أكنـِّسُ النظراتَ إلاّ |
من صِبا غمـّازتينْ / |
. |
ها إنني |
ألجُ الخريف كما اخضرارِ |
العشب ، |
فاستـَبقوا المناخَ ولم يكنْ |
غيرَ النحاس على امتشاقِ |
الدرب ، |
لم يـَصِلوا وما عادوا |
لما كانوا عليهِ من النحاسِ |
إلى النحاس ِ / |
. |
أكادُ أعرفها |
( إنانا ) لم يعدْ لون انعكاسِ الضوءِ |
فوقَ زمرّدِ النهدينِ يعميني |
ويكفيني |
اتضاحُ الليلِ خلفَ نوافِذِ الذكرى |
لأعذره وأبكيني |
دفنتُ ملامِحَ السكينِ في جوفي |
وطافَ الحبّ فوقَ البئرِ يا خوفي |
منَ الآتي |
فمأساتي بمأساتي وملهاتي غبارٌ |
فوقَ متنِ الريحِ / |
. |
لو كانت ذراعي وفقَ أمنيتي |
وكفـّي رأسَ أفعى |
ما هبطتُ إلى الفراغ ، |
حليبُ مهرِكِ لم يجفْ |
ولم تدقّ الأرض عكازي |
لأوغِلَ في البياض الحالكِ |
الأبَديّ / |
أشعُرُ بالخرابِ |
وقامة الصفصافِ لن تبدو |
بشكلِ الحلم ، |
حلمُ أنايَ كرسيٌّ يليقُ |
بعنفوان الريحِ خلفَ رشاقتي |
تختٌ تجللهُ الطفولة |
كي يضاجعني العفافُ |
وتحتَ شمسِ أخي |
تفض بكارتي / |
. |
كنتُ أذهبُ |
كي أجيىء ولم أجئكِ |
لكي أسافِرَ والحقيبة |
لم تفرّغ حِنطة المنفى |
ليملأها الوداع ، |
فهيئي زغَبَ السرير |
وأطفئي الكونياكَ بالثلجِ |
المشعِّ من الإثارةِ ، |
بابُ غربتنا يطلُّ على القيامةِ |
والرمادِ فلوّني جسدي |
بماء الرعشةِ الفضّي والتقطي |
خلودكِ لحظة الطوفانِ / |
. |
دوماً كانَ يسبقنا |
كأنّ العِطرَ ينبشُ بالمواقدِ |
في هزيعِ الموعدِ الموقوتِ ، |
والمطرُ الشحيحُ |
وغيمة الفعلِ المرادِفِ للحقيقةِ |
في مثابةِ الجرس اللعينْ / |
. |
وأنا أحبـُّكْ |
رغمَ الغمام المستديرِ |
على المرايا في تفاصيلِ الحكايةِ |
يستقيمُ الخيط يا ذيلَ الفؤادِ |
وكرنفال الروحِ في صمتي |
أمتـْني يا صريرَ العظم |
يا طعمَ الصّراخِ على لساني |
الأخرَسِ المكسورِ أغنية الملامِحِ |
والملاحمِ في الأساطيرِ البعيدةِ |
والقريبةِ ، |
شارعان على اعوجاجِ |
الذكريات يهذبانِ خطى الغريبِ |
إلى حوافِ البئرِ، |
( أنكيدو ) تكسّرتِ المنايا والنوايا |
في المرايا في الطريقِ |
إلى احمرارِ النهرِ ، |
ياظمأ القواربِ لارتوائِكَ |
أتركِ المجدافَ للملاح / |
. |
ها إنّي ابتلعتُ |
الجمرَ طوعاً وابتسمتُ |
وكانَ قربي الماء فانحدرتْ |
يدايَ عن المحيطِ وكنتُ |
أعلمُ ما جهلتُ |
أحبـَّتي عمتم مساءً |
من على جرحي وعمتُ / |
. |
كصوتها |
صوت الكمانِ مع المساءِ |
وحزن صيفي في أواخرِهِ ، |
على العتباتِ يستثني الرحيلُ |
أنايَ يشرقُ خيط منديلي |
يلوّحني ، |
فأشرقُ كي ألوّحهُ / |
. |
دمشقُ الحبّ إمرأتي |
وضرّتها ، يحبانِ البعادَ معاً |
لأبقى فوقَ تختهما |
أروضُ وحدتي ولأفتحَ الشباك |
نرجسة ً فنرجسة ً |
تجددُ شكلها لتظلّ تشبهني |
وأشبهُ رمزها والحبّ يكبرُ |
فيّ كي يتقلصَ الفرَح المشوّه |
في الزوايا ، |
والسكون هنا ضجيجُ هناكَ |
يزعجني مواءُ القطّ تحتَ |
نوافذِ الغرباء |
. |
نرجسة فنرجسة تغطي عورتي |
وأموت في ماءِ البحيرةِ تاركاً |
للأرضِ صفصافاً يعلـّقها |
على الصفصاف / . |