(إلى جنين) |
* |
أخذتْ حَمَّاماً |
ركضتْ نحوي مثل القطةِ |
كانت طازَجةً |
مثل عروقِ الليمون المولودةِ كلَّ صَباحِ |
جلستْ مثلَ حمامةِ دوحٍ |
فوقَ حجارةِ ركبتيَ الأولى |
كانت تلمع مثلَ ثمارِ التفاحِ |
كانت طازجةً |
تضحكُ |
تمسحُ وجهيَ بالطيبْ |
وتعانقُ نورَ المصباحِ |
كالباقةِ |
تتشابكُ أغصانُ أناملِها الغضةِ |
فمُها يتخاطبُ مع إحساسي.. من داخل قلبي |
تكبرُ واقفةً |
تمشي بعضَ الخطوات الآولى |
وتعانق في أعماقي هَزْجَ الأفراحِ |
صوتُ الضَحِكاتِ سيجعلُ بيتي مثل الجنةِ |
آخذ بعضَ القُبلاتِ الماسيَّةِ من أطرافِ أناملها |
وأشمُّ مع الشَّعرِ خيوطَ العطرِ الفواحِ |
* * * |
جاءَ اليومُ المشهودْ |
ظهرتْ في العينينِ الآسرتينِ طيورٌ وورودْ |
جاءتْ ساعة إحساسي بالفرحِ الدافيءِ |
قالتْ: "بابا..." |
فتحتْ لي في دربِ القمةِ أبوابا |
عاشتْ روحي نشوتَها الكبرى |
وامتدَّ العيدُ أمامي لعقودْ |
وجنين تعيد القولَ بكل طفولتها: "بابا.." |
زرعت في عينيَّ دموعاً |
من قطراتِ النورِ |
رأيت الحبَّ على خديَّ بكل هدوءٍ منسابا |
ورأيتُ عناقيدَ العمرِ على الأمل الموعودْ |
تجمعُ من كلماتِ جنينَ رُضابا.. |
* * * |
طازجةً |
دخلتْ مثل القطة قلبي |
ركضتْ |
وانسابت كالكلمات البضةِ |
ضحكتْ |
كانت تتألق مثل الياقوتِ وتعتز بأصغرِ قدمين |
تعتزُّ بثلج العينينْ |
تتباهى بالعطر الآتي من تَيْنِ الكفين |
لعبتْ مع وجهي |
حفظت سرِّي |
كتبت (بطفولتها) فوقَ الأنفاسِ |
حروفاً لا يفهمها من هم في عمري |
أخذتْ تتغنى برنينِ الألوانِ.. وتنهلُ من شِعري.. |
* * * |
دخلتْ ساعاتُ مساءٍ |
عبر شبابيكِ الغرفةْ |
وأطلَّ الليلُ علينا |
مثلَ وشاحٍ يدخلُ عبر الشرفةْ |
نامتْ بهدوءٍ |
كنسيمٍ مرَّ على الشَّعرِ المتألقِ.. صدفة |
نامت بهدوءٍ |
فوقَ ذراعيَ |
مثلَ ملاكٍ يملؤه الحسنُ الرائعِ.. |
أعتذرُ إليكم.. |
فأنا لن أحسنَ يوماً.. لبراعته وصفَه |
* |
كاليفورنيا – 25 حزيران 2004 |