أرشيف المقالات

أهمية تحقيق تقوى الله تعالى في نفس الإنسان المسلم سرا وعلنا

مدة قراءة المادة : 4 دقائق .
أهمية تحقيق تقوى الله تعالى

في نفس الإنسان المسلم سرًّا وعلنًا




اعتنى علماء الأمة سلفهم وخلفهم اعتناءً شديدًا بأهمية التقوى، ولا يكاد يخلو كتاب من كتبهم من إشارة من قريب أو من بعيد إلى أهمية الالتزام بتقوى الله تعالى؛ ذلك لأن ذكرها تكرَّر في القرآن الكريم، والسنة النبوية بشكل كبير جدًّا؛ مما يجعلها خليقة بأن تكون مقدمة كل خطبة، ومحور كل حديث، ويَحسُن بنا في هذا المقام أن نبيِّن ما التقوى؟ وما المقصود منها؟
 
وهناك جملة من التعريفات المتعددة المتنوعة، ولكنها ليست متناقضة، وإنما يكمل أو يؤكد بعضها بعضًا، وقد أشار أبو السعود رحمه الله في تفسيره عند قوله تعالى: ﴿ ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ ﴾ [البقرة: 2] إلى بعض هذه التعريفات، ومنها:
1- التقوى في عُرف الشرع عبارةٌ عن كمال التوقِّي عما يضُره في الآخرة.
2- تركُ ما حرَّم الله، وأداءُ ما فرضَ الله تعالى.
3- المتقي من يترك ما لا بأسَ به حـذرًا مـن الوقوع فيما فيه بأسٌ.
4- التورعُ عن كل ما فيه شبهة.

5- أنها مجانبةُ كلِّ ما يبعدك عن الله تعالى.
6- المتقي من تبرأ عَنْ حَوله وقدرته.
7- ألا يراك الله حيث نهاك ولا يفقِدَك حيث أمرك.
8- لا يكون الرجـلُ تقيِّا حتى يكون أشدَّ محاسبةً لنفسه من الشريك الشحيحِ.

9- بين يدي التقوى خمسُ عقباتٍ لا ينالها مـن لا يجاوِزُهـن: إيثارُ الشدة على النعمة، وإيثارُ الضَّعفِ على القوة، وإيثارُ الذلِّ على العزة، وإيثارُ الجهد على الراحة، وإيثارُ الموتِ على الحياة.
 
10- أن تزين سِرَّك للحق كما تزينُ علانيتَك للخلق[1].

 

ولا شك أن الملتزم بتقوى الله تعالى في السر والعلن على ضوء التعريفات السابقة، سيحصل على رضا الله تعالى، ومَنْ رضي الله جل وعلا عنه وَضَحتْ الرؤية عنده لحقائق الدين وأحكامه، ونال سعادة الدنيا والآخرة.
 

وفي الختام تأمـَّل أيها المسلم الموفَّق رحمك الله خواتيم الآيات التالية، وقد تكررت كثيرًا، ومنها:

قال تعالى: ﴿ الشَّهْرُ الْحَرَامُ بِالشَّهْرِ الْحَرَامِ وَالْحُرُمَاتُ قِصَاصٌ فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ ﴾ [البقرة: 194].
 
وقال تعالى: ﴿ بَلَى مَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ وَاتَّقَى فَإِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ ﴾ [آل عمران: 76].
 
وقال تعالى: ﴿ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ اسْتَعِينُوا بِاللَّهِ وَاصْبِرُوا إِنَّ الْأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُهَا مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ ﴾ [الأعراف: 128].
 
وقال تعالى: ﴿ وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لَا نَسْأَلُكَ رِزْقًا نَحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى ﴾ [طه: 132].
 
وقال تعالى: ﴿ إِنَّهُمْ لَنْ يُغْنُوا عَنْكَ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا وَإِنَّ الظَّالِمِينَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُتَّقِينَ ﴾ [الجاثية: 19].
 
هل تأملت أخي المسلم؟: إن الله يحب المتقين، إن الله مع المتقين، والعاقبة للمتقين، والعاقبة للتقوى، والله ولي المتقين، جعلنا الله وإيَّاكم وجميع المسلمين ممن ووفِّقوا للتقوى، وفازوا بهذه الأوصاف السامية، فنالوا خيرَي الدنيا والآخرة، اللهم آمين، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.



[1] ( انظر: أبو السعود، إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم، ج1، ص 28 ).

شارك الخبر

ساهم - قرآن ٣