قمرٌ يقول
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
قمرٌ يقول | فقلتُ يشبهها | ولكن لا تشبهها بشيئ ٍ من حجرْ | هي من شذى أو دفء راحتها | ومن يدها تذوبنا | وتبتكرُ الصورْ | فكأن رقتها لها | أدرى برقتها لها | ولها على أعصابنا ديَنٌ | إذا حضرتْ .. حضرْ | . | أصغى .. وأطرقَ صاحبي | وبدى بأن حديثهُ | في الطولِ رافقهُ القِصرْ | فاستاف نحنحة ً | وقال : حديقةٌ | فيها من الألوان ألافُ الزهرْ | فلذا أراها لوحةً | قلتُ : اختصرْ | بعضُ الكلامِ جمالهُ في المختصرْ | لم تدرك المعنى بها | مُذْ قلتَ عنها وردة ً | والطيرُ يعصفُ عابرا ً في روضها | مستذكرا ً من كل رائحةٍ أثرْ | والريحُ تشربُ ما تشاءُ | وأنتَ مثلى صاحبي | عيناكَ تسكرُ بالنظرْ | قال : انتظرْ | قلتُ انتظرتُ فكيف تلقاها | أيشبهها الصباحُ | إذا توشح بالعذوبةِ والخفرْ | . | قال الصباحُ له بها شيئٌ | أقولُ النورُ | قلت : الصبحُ جاذبها | فأعطتهُ الضياءَ المبتكرْ | الليلُ قال | فقلت : جاذبها | فأعطتهُ السوادَ وأسلمتهُ إلى السّحرْ | . | ضحكَ المكابرُ صاحبي | أدرى به دوماً يكابرُ | ثم لانَ بما يكابرُ وانكسرْ | قال : اعتذرْ | قلتُ : ابدأنا | قلْ بها ما شئتَ | زدْ في اللوحةِ الألوانَ واستعرْ الخبرْ | قال : الشتاءُ إذا تيممَ موقدا ً | والبردُ يرصدنا | وتلفظه أحاديثُ السمرْ | . | والصحبُ حول النارِ | ذاكَ الدفءُ أحسبها | إذا الدفءُ انتشرْ | . | قلتُ : انتظرْ | فالدفءُ أولُّ ما يُرى فيها | إذا صافحتها | أيقنتَ أن الدفءَ في يدها | وآخرهُ الحذرْ | قال : القصيدةُ | تحملُ المعنى على المعنى | تريك عوالما أخرى ، وتكشف مستترْ | والبحر من يدها فلا يغري بها | بحر الخليل متفعلن متفاعلن مستفتعرْ | قلتُ افتعرْ | وارفع بما يملي عليك الجزمُ | قل منصوبة بالضمّ أو بالكسر | لا تعني لنا لغة المجاز وكامنٌ | ما بين مشطورٍ يجاذب منشطرْ | . | قال المقام يريك سيدةً | من الوجع الجميل ولحنَ أغنيةٍ يسافرُ | في البوادي والحضرْ | من أجلها زريابُ أبدعَ لحنهُ | واشتاطَ مبتكراً مقاماتٍِ | ولم يحمل فجأتها الوترْ | النخلُُ يطلبها ثمرْ | والنار تطلبها شررْ | والناس تتبعها زمرْ | ماذا أقول لأعتلي بالوصف | قاموس البلاغة مسه خورٌ | فأطرق وانحدرْ | . | أشفقتُ من قلقٍ وقلت لصاحبي | النخل يطلبها نهر | والنارمنها تستعر | والناس مثلك أو همُ مثلي | يعدون القصائد والحروف وليمة المعنى | وخارطة الطريق الى الصورْ | أستكتفي إن قلت سيدة المقام الحلو | تسكن في قطرْ | أو قلتُ تسكنها قطرْ | أومى وحدّق قال : | تشبهها قطرْ | |
اخترنا لك قصائد أخرى للشاعر (كريم معتوق) .