عتاب متأخر للسيّاب
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
شاعرٌ علمني الشِّعرَ | ولم يحزنْ عليّ | لا ولم أعتبْ عليه | كنتُ في طُهر الغباءِ العربيّ | لم أكن أعرفُ ما معنى نجومَ الليلِ | ما معنى بأن أسهرَ للصبحِ | وقد كنتُ صبيّ | شاعرٌ أيقظَ عندي | شهوةَ الشعرِ ولم يُشفقْ عليّ | صرتُ من بعدكَ صوتاً شاعريا | ولقد أتقنتُ حزناً أمميا | دون أن أملكَ أحلامَ نبيّ | ها أنا أكتبُ كي ترضى عليَّ الناسُ | من بعدكَ | هل ترضى عليّ .. ؟ | *** | شاعرٌ غافلَ أيامي وأهداني المفاتيحَ | وأهداني .. إليّ | قال لي دعكَ من الشِّعرَ | ومما يكتب النقدُ | ودع صفحك دوما عن جنونِ الشِّعرِ | إنْ كان شهيّ | قال لي أبوابُ ماضيكَ | من الماضي | فلا تلتفتِ , البارحةُ الكبرى مضتْ عنّا | فلا تسأل شيئاً | حين لا تتركَ شيّ | والذي تعرفه .. | كُنْ ما تريدُ الآن أنْ تعرفَ | كُنْ في الظلمةِ الكبرى سراجاً | وعلى وَهْج جبين الشمسِ في وجهكِ فَـيّ | ما أريدُ الآنَ .. | اقلبْ صفحةً أخرى | أعدْ من صيغةِ الفتحِ أغانيكَ | على السمعِ الشجيّ | ربما اجتزتُ مسارينَ | ويرضى الناسُ مما أكتبُ الآن | فهل ترضى عليَّ | *** | شاعرٌ أدخلني في لغةِ الحبِّ | وما أورثني الصبرَ الكبيرْ | فتعلمتُ ارتعاشَ الكفِّ للعاشقِ | إن صافحهُ السحرُ المثيرْ | فقرأتُ الشعرَ | واعتادتْ معي سلمى | بأن نقرأ في لحظةِ عشقٍ | أو بها كنا سكارى نستجيرْ | نقرأ ( المخبرَ ) إذ نقرأ | بعد ( المومس العمياء ) حتى | لا نعيرَ الحزنَ ما ليس يُعيرْ | وإذا زادَ بنا الشوقُ تهاوينا كعصفورينِ | في الدرب الأخيرْ | ننشدُ اليقظةَ في غفوةِ غيّ | حين تدنيني إليها | حين أدنيها إليّ | فتعلقتُ بأعصابِ الأغاني | وأرى الناسَ تداريها وترضاها | فهل ترضى عليّ ..؟ | |
اخترنا لك قصائد أخرى للشاعر (كريم معتوق) .