الرحى
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
ربّما ليس يكفي لهاثيَ في ساعة الظهرِ كي يأكلَ الجائعونْ .. | ربّما ليسَ .. | لكنّ قمحاً تدرّب بين يديكِ على الحبّ يكفي لكي يدّعي الناسُ جوعَ العبيد. | أنا والظهيرةُ نبكي طحيناً، ونحلم بالماء يلهو بنا؛ | فهبيني الخميرةَ، كي يصبحَ القمحُ خبزاً، ويصبحَ جوعُ العبيد بيوتاً، ويسكنَ أطفالُهم في قصائدنا. | وهبيني الخميرةَ .. | فالنارُ تسهو بتنّور أهلي | ونسوتُنا يكتفينَ بقضم الأصابع، حتى يسيلَ دمُ القهر فوق الطحينْ./ | *** | ربّما ليس .. | لكنّه القمحُ .. يُطحنُ فوق الشوارع ( هذا الملاك الذي اْصْفرّ من رجفة الموتِ، ينبتُ في سنوات العجاف على حلْق قاتلهِ ..) | فهبيني عويلاً، لتصرخَ سنبلتي: | ( يا أبانا الذي لا مكانَ له ُ | نحن نسقطُ فوق التراب مآتمَ في لحظة الطحنِ .. | تطحننا قمحةً .. قمحةً، ثم تسحبُ فضلَ سواعدنا | في بناء سنيّكَ ..، | تطحننا لكراسيكَ أوسمةً، ولموتكَ أضرحةً، | ولمجدِكَ تاجْ.)/ | يا أبانا الذي من زجاجْ | نضجتْ فكرةُ الخبزِ في نار هذا الملاك / الذي اصفرّ من دهشة الكشفِ .. | صارتْ قلوبُ الجياع تنانيرَ ينضج فيها العبيد .. | نضجنا إذنْ .. | سوف يكفي إذنْ | يا أبانا | الذي من زجاجْ. | 8 | 3/10/2007 حمص | |
اخترنا لك قصائد أخرى للشاعر (حكمة شافي الأسعد) .