صبيّ
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقة واحدة
.
(1) | في الشارعِ المليء بالعماراتِ العالية | هبطَ الطائرُ العملاق | هبطَ حتّى مسّ الأرضَ فهربَ الجمهور | هبطَ وسط دوّامةٍ من الريح | كان قويّاً | يطيرُ بلونٍ أسود | يطيرُ بجناحين ثابتين من الحديد | صرخَ الجمهورُ وولّى بعيداً | لكنّي اقتربتُ من الطائر | - كنتُ صبيّاً بمعنى الكلمة - | لأمسك بيدٍ واحدةٍ بجناح الطائر | فارتفعَ بي قليلاً | لأسقط، من ثمّ، على الأرض | وسط ضحكاتِ الجمهور. | (2) | ها أنذا أعود إلى المكان ذاته: | الشارعِ المليء بالعماراتِ العالية. | لم أجد الطائرَ العملاق | لم أجد حتّى اسمَ الطائر | لم أجد الجمهور | لم أجد حتّى | ذلك الصبيّ الذي هو أنا | فارتسمَ خيط من الأسى | على وجهي | وخيط من الدهشة | وأنا أرفع يدي | - مثلما فعلتُ قبل نصف قرن - | لأمسك بجناحِ الطائر | الطائر الذي أعلمُ علمَ اليقين | أنْ لا وجود له أبداً. | |
اخترنا لك قصائد أخرى للشاعر (أديب كمال الدين) .