صداقات
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
أردتُ أنْ أصادقَ القنديل | لكنني كنتُ بلا درع | أرى للنور في خوفٍ | كأنّ نابَهُ | يوشِكُ أن يثقبَ لي عظمي | * * * | أردتُ أن أصادق البيوت | لكنني هربت من أشباحِها | لأنها ليست سوى (مقابر ٍ) | توقد في باحاتها الشموع | * * * | أردتُ أن أصادق العصفور | فقال لي : | أهلي وصحبي يأكلون الريح | ويلبسونَ الغيمَ والأمطار | فهل ترى تقوى بأن تنزعَ ما تلبسُ من هموم ؟ | حاولتُ ، | لكن لم أزلْ أرزحُ تحت القيد | * * * | أردت أن أصادقَ الأنهار | وأطلقَ الأسماكَ في أوردتي | تسبحُ ، | أو تفقسُ ، | أو يلقي لها الصيادُ في عينيَ صنارتَهُ | لكنني من جزع | أيبسُ قد كنت من الأعماق | * * * | أردت أن أصادق الحرّاس | لكنني خشيتُ أن تطحنني عيونهم | فهيَ كما عهدتها رَحى | * * * | أردت أن أصادق اللصوص | لكنني خشيت - لو غفوتُ- أن تسرقني كفي | * * * | أردت أن أصادق السُراة | لكنني شربت من كؤوسهم | ما كنت قد عتقتُ من دموع | * * * | أردت أن أصادق المعدمين | لكنني وجدت نفسي بينهم | أفقرَ من يمشي على رجلين | * * * | لمّا أزلْ أبحثُ في الظلمة عن صديق | أنزلُ في مناجم الماس | وبينَ أضلعي قنديل | |
اخترنا لك قصائد أخرى للشاعر (ليث الصندوق) .