ألنهر
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
أيّها النهر الوديع | كفراشة في غابة تحترق | ألسماءُ نادمة | لأنها تخلت عنك إلى الأرض | أمض كسوط | واجلد الحصى والنجود | لقد أسلمتك الأرض إلى البحر | وكنست طعامَك قبل أن تغادر المائدة | تمرّ بنا كالغريب | لم نكد نحييك حتى تودّعنا | وعلى أمواجك | تطفوا النجوم كجثث الغرقى | أيّها النهر الذي رافقنا في بيوتنا | من غرفة إلى أخرى | إنّ صمتك هاوية | تبدّد استغاثات الموتى | تنضبُ | وتجفّ | وتبقى كنوزك في الوحل | كل الأنهار التي تقاطعت ـ مع بعضها ـ في الوديان | تكسّرت كالسيوف | قبلك لم يكن للأرض تاريخ | أمَة مُشاع ٌ | يدمغ الغزاة ُعلى بطنها سنابك خيولهم | أمواجُك الهادرة في السّحَر | تحمل ألاف الأجراس | حين تمرّ بمخافر الحدود | يخرج الشرطة لتحيّتك | وسراويلهم بأياديهم كالرايات | يصطادون أسماكك بنظراتهم الجائعة | وب (بيرياتهم )المليئة بالقمل | يشربون نخبك | نقول لك : وداعا ً | ومن أعماقنا | نسمع صوت انهيار قلعة أثريّة | لو كان بمقدورنا | لأوثقنا أمواجَك كالخراف إلى جذوع أشجارنا | إذا كنت عازما ً على المغادرة | لماذا دخلت البيت | وأتلفتْ أقدامُكَ الموحلة ُالأفرشة | أيّها النهر الضيف | لن أشكو إليك | فليس من اللياقة | أن نوسّخ بأدمعنا مناديل الغرباء | |
اخترنا لك قصائد أخرى للشاعر (ليث الصندوق) .