هي أمك الأخرى
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقة واحدة
.
لا تنتظرْ حلماً يطيرُ أمام عينك كالغزالِ | فلن يعودَ | ولا تفكّرْ باعتزال الحبِّ | سوف تجيءُ أنثى | هكذا دون انتظارٍ كالمطرْ | تمشي على أهداب عينكِ | تستبدُّ بعمرك الباقي | وتحيي بعض ما قد مات في هذي السطورِ | فهل تقولُ: | بأنها تركتْ حياتك دون معنى في الغيابِ | وأنها كانت حياتك في الحضورِ | وفي احتمالات اللقاء المنتظرْ | جاءت ولكن | لم تعلمْك الكتابةَ بعدُ عن أبعادها | أغوارها | ونجودها | تفاحها المجهول في علم الشجرْ | هل ستكفي أغنياتكَ | حين تكسرك الأنوثةُ | حين ينقطع الوترْ | فلتعترف يوما لنفسكَ | أنها فضحتْ رماداً كاذباً | فلمن تخبّئُ جمرك المسعورَ | عفوكَ أيها الجسدُ العنيدْ | هذه امرأةٌ على حجم انتظاركَ | وانهياركَ | واشتعالكَ | وانطفائكَ | لم تعلِّمك الكتابة بعدُ عن أسرارها | لكنها | أعطتْك ثدياً دافئاً | هي أمُّك الأُخرى | فخذْ ما شئتَ من دمها | ولا تجعلْ على شفتيكَ من حرجٍ | ودع شفتيكَ تحتلبان نوراً سائغاً | سيضيءُ روحك من جديدْ | . | 17/8/2004 | |
اخترنا لك قصائد أخرى للشاعر (صلاح إبراهيم الحسن) .