أمشي ويزعجُني غبارُ مدينة ريفيةٍ في الصيفِ |
أمشي من سأسأل عنكِ ؟ |
كنت معي ولكن أين أنت الآنَ؟ |
يفضحني شرودي |
ليت هذا القلب أوتارٌ |
وأضلاعي كمانْ |
كي تلمسي جرحاً بقاع الروحِ |
أصبح وردةً مثل الدهانْ |
هذا سؤالي في عيون الناسِ |
كانوا ينظرون إلى يميني أو يساري |
حين كنت إلى يميني أو يساري |
هل أنا نهرٌ وأنت الضفتانْ |
. |
أمشي وأهرب من سؤال العابرينَ |
سيعذلوني |
عاشقٌ يبكي أضاعَ حبيبةً لا تستحقُّ بكاءهُ |
والعابرون الداخلون إلى شرودي |
كيف أخرجهم وقد دخلوا دمي |
كيما يفكّوا لغز أغنيتي |
أغني |
حين أبكي |
حين أرقص فوق جمر قصيدتي : |
إن المسافةَ نحو ثغر حبيبتي |
ستكون أقربْ |
لكنني أمشي على قلبي فأتعبْ |
. |
أمشي وأذكر أنّها كانتْ |
تحبّ الشايَ مثلي, |
في الصَّباح تقوم من دمها الموزّعِ في السريرِ |
إلى نهارٍ ضائعٍ من عمرها |
تمضي إلى روتينها اليوميّ كسلى |
كالمرايا |
لا يعذّبها تذكّر صورةٍ مرتْ بها |
مرتْ فما مرتْ |
وما قالتْ:صباح الخيرِ |
إلا كي تعذّبني |
وكي أرث الهزيمة في خطايْ |
قدري بأني كلّما يممتُ شطر حبيبةٍ |
سقطتْ حجارة أضلعي |
وتهدّمتْ لغتي |
وصرتُ محاصراً بعبارتي الأولى: |
أحبكِ لا لشيءٍ |
أو لأني لا أجيدُ مشاعري |
فلقدْ نسيتُ يديَّ فوق النهد عاماً |
وانتبهتُ لصرخةِ الأزهار تحت الرملِ |
فارتبكتْ يدايْ |
متلبّس بك كالجريمةِ |
كان يمكنني اعترافٌ كاذبٌ |
أني ارتكبتكِ |
في انشغال الشمس في تلك الظهيرةِ |
غير أني قد كرهتُ براءتي من قبلتيكِ |
وها أنا أبكي عليكِ |
بلا دموع |
مثل نايْ |
. |
أمشي |
ويزعجني غبار مدينة ريفية في الصيف |
أمشي والشوارع تستطيل كأنها حلمٌ |
فتقصرُ |
ثم لا شيءٌ |
فأين أنا ؟ |
وأين عيونها مني |
كأن سنينها تعبي |
ويومي |
كلما قربتُه منها ابتعدْ |
مرَّبي سبتٌ ثقيلُ الظلِّ كالموتى |
ومرَّبي الأحدْ |
لكنها |
( ما أنجزتني ماتعدْ ) |
ما كنت مشتاقاً إليها |
غير أني |
لا أرى الأشياء خارج شهقةٍ في العينِ |
يكسرُني تأخّرها إلى نصفينِ |
نصف حالمٌ |
بل واهمٌ بحضورها |
والأخر المنفيُّ في الذِّكرى |
يردد كلما صفقتْ رياحُ الليل باباً: |
لا أحدْ |
. |
تموز2004 |