طعنة في الظهر لا تكفي
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
مدِّي يديكِ إلى يديَّ | فإنَّني بكِ مُتعبٌ , | ومحاصرٌ بالخوف من كلِّ الجهاتِ | ومحاصرٌ بالموتِ | - لا بالموت يسرقني- | ولكنَّ الزّمانَ يسيرُ قبلي | و الفؤاد مقسمٌ بيني وبينكِ | ربّما ينشقُّ صوتي | ربما تنشقُّ عن روحي السِّجينة مفرداتي | لأعود أنثرُ تحت شرفتكِ البعيدةِ أغنياتي | . | مدّي يديكِ فها أنا | - وأنا هنا موتي يعادُ وكلُّ أحزاني تُعادْ - | وطنٌ يفكِّرُ كيفَ يختصرُ المسافةَ | بين قلبكِ والزِّنادْ | وطنٌ يفكِّرُ كيفَ يختصرُ الخريطةَ | بين أحزاني وأعراسِ البلادْ | لأعودَ أنشدُ بعد نصفِ الليلِ | قد بانتْ سُعادْ | هي ربَّما تأتي | تفجِّر في دمي الأمطارَ | لكنَّ السَّنابلَ لن تؤجِّلَ عرسَها | بعد الحصادْ | . | مدِّي يديكِ فهذه الدِّمنُ استفاقتْ وسطَ ذاكرتي | و ذاكرتي | كبئرٍ دونَ ماءْ | يا دارَ عبلةَ بالجواءِ تكلِّمي | كذبتْ أحاديثُ الجواءْ | وأنا وحيدٌ | هذه الصَّحراءُ تبلعُني | وقلبي دونَ أجنحةٍ | وأشعاري خَواءْ | وقيامتي ابتدأتْ | لعلِّي باخعٌ نفسي عليكِ | فلم يعدْ يُجدي جلوسي عند بابكِ | أورقَ الحزنُ القديمُ بأضلعي | وبكى البكاءْ | مدي يديك فخلفَ هذا الأفقِ أفقٌ | والدُّروبُ طويلةٌ | والرَّملُ ضيَّعني | وليلي بَاسطٌ كفَّيه | في هذا العراءْ | سارَ اليسارُ مع اليمينِ صديقتي | ومضى الأمامُ إلى الوراءِ | إلى الوراءْ | ها قد سرى قلقي عليكِ إليَّ | وارتجف الفؤادُ - بأمر خوفي - | فارَ تَنُّورُ الدِّمَاءْ | . | بيني وبينكِ قصَّةٌ تُروى | وموّالٌ وأغنيةٌ | وقافيةٌ تقالُ | وطعنةٌ !! | . | مدي يديكِ فطعنةٌ في الظَّهرِ لا تكفي | لنبقى أصدِقاءْ | |
اخترنا لك قصائد أخرى للشاعر (صلاح إبراهيم الحسن) .