شدْوٌ على ضريح الزمان
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
حقيقة الأمر : | |
يَسْتَعْجِلُ بِهَا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ | |
بِهَا وَالَّذِينَ آمَنُوا مُشْفِقُونَ مِنْهَا وَيَعْلَمُونَ أَنَّهَا الْحَقُّ | |
أَلَا إِنَّ الَّذِينَ يُمَارُونَ فِي السَّاعَةِ لَفِي ضَلَالٍ بَعِيدٍ . (18الشورى ) | |
*** | |
إن كان لَيلُك سانحَ الإدلاجِ | فلإِن بابك محكم الإرتاجِ |
ولإنّ سرّك عز أن يرتاده | إلاّ وضِيئٌ مُحكمُ الأسراج |
ولإنّ مشربَك العميق َ يبزُّ في | ريِّ النفوس روائق الأفلاج |
فبك ابتلى الله الزمان فحصحصت | كلّ الحقائق في مدى الإبلاج |
وحقائق الثّقلين في إيمانهم | في نورك القدسي بعض مزاج |
وبك ابتلى الله القضاة كما ابتلى | داود ذي الأيدي بحكم نعاج |
مابالهم مالوا عليك وغادرو ا الْـ | خرّابَ في حِلٍّ من الإزعاج ! |
* | |
ورحلتَ مصلوباً على تاريخنا الْـ | محمول فوق تشنج الأوداج |
من حولك الفقهاء والأمراء و الْـ | خلعاء والسفهاء في إبهاج |
في بحرك القدسيّ تسبح ساكنا | وكذا البحار تحاط بالأثباج |
فإذا تغيب مع الشروق مجلَّلاً | سيكون موتك ذروة المعراج |
* | |
الآن نورز روحك الرحال في | النّور البهيّ المطْلَق الوهَّاج |
إني لأفرح أن تطيب جراحك الـْ | حرّى بغير بلاسم وعلاج |
ما كان أحوج منك للموت اللذيــ | ـذِ وساعة الإسبالِ والإدراج |
ماكان أروع أن ترى إنيئك الْــ | مصلوب غير مزاحم ولاَّج |
قد كنت تخشى الردة الشعواء من | ديمومة الآحاد للأزواج |
قدكنت تخشى أنْ تظل ّ مُشتّتًا | في عالم الأصوات والأمشاج |
* | |
لم يطمسوك فقد دَكَكْتَ قلاعهم | متسلِّلاً من فتحة المزلاج |
لم يقتلوك ففكرك الوضَّاءُ في | وهَجٍ ويرفل في عظيم رواج |
لم يصلبوك فما تزال تجول في | أفكارنا كتعاقب الأمواج |
مازلت تسكن في العيون تبتُّلاً | كالماء للغدران والأحراج |
تبدو وتومضُ في الزمان إشارة | للعارفين ، ونجوةً للنَّاجي |
* | |
تتلاسن الدنيا عليك تخاصمًا | تتمازج الأهراج بالأمراج |
مابين مأخوذٍ أدارك فكرةً | في أفقه درية الأبراج |
أوبين قطعيٍّ يلوكُكَ قشرةً | فالقوم بين تلاطم وعجاج |
لم يخرجوا من قمقم الخلفاء مذْ | غادرتهم ، والدهر محض دواج |
والدين للخلفاء ، ذروة فكره الْــ | ـمأْمون ، منحدرًا إلى الحجَّاج |
إنْ بارك الأجراء أسوء نتْجهم | فلقد أراقوا نشوة الإنتاج |
ولقد أضاعوا ألف عام ضَلَّةً | يا للضياع وثارة الحلاّج!. |