أرشيف الشعر العربي

عودة تشرين

عودة تشرين

مدة قراءة القصيدة : دقيقتان .

وأخيرا ..بعد كل هذه الوعثاء

مازلتُ في انتظار تشرينَ

أصارع ُ البقاءَ ،

مؤمنا بعودة الحياةِ

وعودة الروح

لهذا العالم .. الذبيحْ

وعودة الجداول الحبيسةِ في سجن اسرائيل

وعودة ِ الجمال .. لكل وجه ضائع .. قبيحْ

وعودة الزير أبي ليلى..

وعودة الرجال من قافلة الملح

وعودة المسيحْ ،

مازلت مؤمنا بتشرين المبلّل السّحيحْ

مازلت في انتظاره ــ

يجيئ مثلما يجيئ كل عام ــ

خارقا ...

جلجلةُ الرعود في نهارهِ

ولمعةُ البروق في أسحارهِ

تشعرني بأن إيماني به موفق

وأن إيماني ...صحيحْ !!

***

إن لم يجئ تشرين

فأين تذهبين ؟

ياحورياتِ العام

وياضفادع العقيق !!

قال لي عجوز ذات يوم

ياولدي تشرين !

تشرين شاعر رقيق

ــ أدركه أبي من قبل قرن

يافعاً

رَجِلَ الجمةِ ــ ينشد الأشعار

يالَ شعره العذب .. ويالَ قوله الفصيح

ولم يزل يكتب باندفاعه العنيف ،

ياولدي ، من يكتب الشعر

ويقلب الدنيا .. ويمزج الشتاء بالخريف

ومن يحمل في جبته الأعاجيب

لاشك أنه ...لاشك أنه مخيف .

***

تشرين عدت مثلما تعود دائما

فألف مرحبا بعودتك

ياصديق العرب القديم

يا أيها الزعيم

تشرين إنني أكره أن أقول الشعر باسم الناس

لكنني باسم ملايين الضفادع الحزينة

أقدر المخاطر التي تخوضها

لكي تعود كل عام

ياصديقنا الحميم .

***

لأنني بلا مزرعة .. تنتج القمح

وليس لي ماشية ولادواجن

ولاحتى زوج حمام ،

أفرح دائما بعودتك

لأنني أشعر مثلماتشعر بالوحدة في ..

مثل هذه الأيام

بل

لأنني ياصديقي َ العظيم

ياتشرين ، شاعر وفـيٌّ

وشاعر مدلَّهٌ حزين

قررت أن أموت في تشرين .

اخترنا لك قصائد أخرى للشاعر (محمد فاضل) .

بكور

قصة الضباب والفضول

سـَيِّدَةُ الِّريَاحِ

عودة تشرين

رأي الأغلبية


ساهم - قرآن ٣