وقال الصّخرُ : أوّاهُ !
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقة واحدة
.
ماذا جَرَى لِلِسانِ القلْبِ رَبَّاهُ؟ | وما الذي من عَميقِ المَوْتِ أَحْيَاهُ؟ |
فلَمْ يَبُحْ وَلَهاً بِالآهِ مِن زمنٍ | ولا هوىً خَطّتِ الأشْواقَ يُمْنـَاهُ |
مَنِ التي أيْقَظَتْ بالحُبِّ رَعْشَتَهُ | حتَّى اسْتَعَادَ بأرْضِ الحُبِّ مَجْرَاهُ؟ |
وكُنْتُ أغلَقْتُ وَجْداً بَابَهُ حَذَراً | مِنْ أنْ يَهُزَّ هُبوبُ الوجْدِ دُنياهُ |
فأيُّ أُنثى كهذا القلبِ تفتحه | وتجعلُ الرِّيحَ مِلْءَ الرِّيحِ مَأْواهُ؟ |
هلّتْ كَقَطْرَةِ ضَوْءٍ هَلَّ يغسلُني | لا سَقْفَ أوقفها، لا ليلَ أخْفَاهُ |
هَلِ اسْتَعَارَتْ من الأشواقِ رِقّتَها؟ | إنْ مَسَّتِ الصَّخْرَ، قالّ الصَّخْرُ: أوَّاهُ |
لا القَلبُ كان درى في البَدْءِ خاتِمَتي | ولا أنا كنتُ أَدْري الخَتْمَ مَبْدَاهُ |
قلبي اسْتَمَدَّ لِساناً من مشاعِرِها | وَفَوْقَ أنْفاسِها قدْ مَدَّ نَجْواهُ |
وخِفْتُ يا لَذَّة ً كالشّوْقِ تَخْنُقُني | والشوقُ كم خَنَقَتْ بالشَّوقِ كَفّاهُ |
وقلتُ: أنسى. أَأَنْسَى مَنْ بِضِحْكَتِها | تنمو الطُّفولةُ يَحْبو القلبُ: أمَّاهُ |
وكيف أنْسى التي أَلَّهْتُ طَلّتَهَا؟ | هل يَعْبُدُ العبْدُ معْبوداً وينْسَاهُ؟ |
اِخْتَرْتُ لي وَطَناً مازِلْتُ سَيّدَهُ | واختارني شوقُها عَبْداً بِمَنْفَاهُ |