أرشيف الشعر العربي

العالم من ثقب الباب

العالم من ثقب الباب

مدة قراءة القصيدة : دقيقتان .

"1"

وطني محفوف ٌ بالخوف ِ

بعيد ٌ عن أشواق العصر ِ ، بعيد ٌ جداً جدا ..

ترك َ المركب َ للقرصان ِ ، وغادر َ عبر " القات " العالم َ ، من ثقب البابِ ، وأسرج َ ، عند بزوغ الشمس ِ , هروبا ,ً خيله ْ .

وطني

حين " يخزن ُ " لا يسأ ل ُ

القات ُ يكور ُ في الليل ِ له ُ قمراً

يعشقه كالمجنون وينشد ُ فيه الأشعار َ

القات ُ

يحرره ُ من سلسلة ِ الآهات ِ

يخدره ُ إن ْ أنّ ، وفكر َ في تحريك ِ " المدكى "

يبني جنات ٍ تجري في فخذيها الأنهار ُ ، قصوراً باذخة ً

ومراكب َ فارهة ً ،

ريشاً ، حوراً عيناً ، مدناً من ياقوت ٍ ، أرصفةً تفترش ُ

الليمون َ وأوراق التوت ِ بساطاً لازوردياً وحريراً من أجنحة الطير الأخضر ْ

وطني ، قبل النوم ، طموح ٌ

كسرة ُ خبز ٍ , عند الحاجة , يمضغها, ثم ينام ْ

تزعجه ُ الأسئلة ُ ، الضوءُ وحقُ الإنسان ، كما الإنسان ْ .

"2"

إسأل ْ ما أمكن َ, ثم أسأ ل ْ

عالمك القادم زوبعة ٌ تركض ُ عبرَ الأزمنة ِ الضالة ِ

عبر الأحجار ِ المدفونة في فوهة ِ البركان ْ

وحصون ٌ تتهاوى خلف َ الليل ِ ، وأ فئدة ٌ تترك ُ قامتها

للريح ِ وترحل ْ

من شد لسان َ الشاعر ْ ؟

مَن ْ أكل الأكباد َ الحرى كالقمح المحروق وأعواد ِ الصحراء ْ ؟

من نحر الخيل َ ، وحطم أسرجة َ الفرسان ، ومن أبقى أثراً ، وشماً لعظامٍ وبقاياً أفعى ، في كل زقاق ٍ وعلى كل جدار ٍ يستهوي الأطفال َ المحرومين ، كما الشاعر ِ ،

في رسم ِ الأحلام ِ وعدَّ الأيام ِ ؟

من أفزعهم في مرقدهم ، وحليب أمومتهم ؟

من شن عليهم ، يوماً ، حرب َ المعتوهين وقطاع الليل ِ وأ وجارِ الشاذين الجهل ْ ؟

من دافع عنهم ْ ؟ من طببهم ْ ؟

حملوا معهم شرخاً في العين ، وفي الذاكرة الأجمل ْ

حملوا

معهم قتلى ، طلقات ٍ , صوراً شائهة ً

تشهق ُ باستمرارٍ ،

أرتالاً من خشب ٍ مهترىء ٍ وحديدٍ محروق ٍِ ،

وأزيزاً ، وركاماً من تبريرات ٍ

تستودعهم جُبّاً كقطيع ٍ أظلم َ ، في ا لصحو ، تسفّل ْ .

"3"

إسأل ْ ,

لو حرموك من الصمت , فماذا تفعل ْ ؟

لو قالوا لك يوماً : إسأل ْ . هل تسأل ْ ؟

__________

الرباط 15/11/1995م

اخترنا لك قصائد أخرى للشاعر (عبد السلام الكبسي) .

الموت

الصديق

الأمطار لا تموت

قلداء ُ القبيلة

باله