ما هاج هذا الشوق غير الذكر
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
ما هاج هذا الشوق غير الذكر | وزورة ُ الطيِف سَرَى من مصْرِ |
من بعد طول جفوة وهجر | كم خاض بحرا وفَلاً كبحرِ |
يَجوبُه الليلَ حليفَ ذُعر | حتى أتى طلائحاً في قفر |
قد انطوين من سرى وضمر | حتى اغتدين كهلالِ الشهر |
يَحملن كلَّ ماجدٍ كالصَّقْرِ | كأنَّه مُهنَّدٌ ذُو أَثِر |
بعيد مهوى همة وذكر | للمجد يسعى لا لكسب الوفر |
فأمّ رَحلى ، دُونَ رحل السَّفْر | يُذكِرُني طيبَ الزَّمان النَّضرِ |
واهاً له من زمن وعمر | ما كان إلا غرة ً في الدهر |
إذ الصبا عند التصابي عذري | وغاية المنية أم عمرو |
غراء أبهى من ليالي البدر | بعيدة ُ القُرط، هضيم الخَصِر |
أحسنُ من شَمسٍ بِغِبِّ قَطرِ | تَفعلُ بالألباب فعلَ الخَمر |
تبسمُ عن مثلِ نظيم الدُّرِّ | كأنَّه لآلىء ٌ في نَحْر |
إذا انثنت قبل نموم الفجر | تَنَفَّست عن مثل رَيَّا الزَّهر |
كأن فاها جونة لعطر | وإن مشَت مثقلة ً بِالبُهر |
مشي النسيم بمياه الغدر | رأيت سحراً أو شبيه سحر |
راكد ليل تحت شمس تسري | ضدان فيها اتفقا لأمر |
يا لائمي إن الملام يغري | هَيَّجتَ أشواقِي، ولستَ تَدرِي |
لا بكَ ما بي: من جَوًى وفكرِ | إذا أراحَ الليُل همَّ صدرِي |
أبيت أرعى كل نجم يسري | كأنّما حَشِيَّتِى من جَمْرِ |
كيف العزاء وصروف الدهر | تقرِفُ قرِحي، وتَهيضُ كَسِري |
كأنَّها تطلُبُني بِوَترِ | والصَّبرُ، لو خبرتَه، كالصَّبر |