حُبٌّ وَما كَانَ فِي الصِّبَا جَهْلاَ
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
حُبٌّ وَما كَانَ فِي الصِّبَا جَهْلاَ | بَكَّرَ يَدْعُو فلَمْ تَقُلْ مَهْلاَ |
أَهْلُ الْهَوَى مَنْ أَجَابَ دَعْوَتَهُ | وَمَنْ عَصَى لَيْسَ لِلْهَوَى أَهْلاَ |
هَلْ تُبْهِجُ المَرْءَ نِعْمَةٌ حَصَلَتْ | مَا لَمْ يَكُنْ مُبْهِجاً بِهَا أَهْلاً |
هَلْ يَطْلُبُ المَجْدَ مِنْ مَآزِقِهِ | مَنْ لمْ تشجِّعْهُ مُقْلةٌ نَجْلاَ |
يَا نَجْلَ يَعْقُوبَ حَقُّ هِمَّتِهِ | عَلَى الْعُلَى أَنْ تُرَى لَهُ نَجْلاَ |
أَبُوكَ أَسْرَى الرِّجَالِ فِي بَلَدٍ | مَا زَالَ فِيهِ مَقَامُهُ الأَعْلَى |
وَأَنْتَ ما أَنْتَ فِي الحِمَى حَسَباً | وَأَنْتَ مَنْ أَنْتَ بِالحِجَى فَضْلاَ |
طبُّكَ بُرْءٌ وَفِيكَ مَعْرِفَةٌ | بِالنَّفْسِ تَشْفِي الضَّمِيرَ مُعتَلاَ |
إِنْ تَبْدَإِ الأمْرَ تنْهِهِ وَإِذَا | وُلِّيْتَ أَمْراً كَفَيْتَ مَنْ وَلَّى |
وَلاَ تَرَى الْخَوْفَ إِنْ تَظَنَّنَهُ | سِوَاكَ أَمْناً ولاَ تَرَى البُخْلا |
تَبْذُلُ لاَ عَابِساً وَلاَ بَرِماً | بِطِيبِ نَفْسٍ يُضاعِفُ البَدَلاَ |
مَا أَلْطَفَ النَّجْدَةَ الجَمِيلَةَ مِنْ | جَمِيلِ وَجْهٍ لَبَّى وَمَا اعْتَلاَّ |
رَائِفُ زَيْنُ الشَّبَابِ حَسْبُكَ أَنْ | أَحْرزْتَ مَا لَمْ يُحْرِزْ فَتًى قَبلاَ |
فَكُنْ وَنَجْلاَءَ فَرْقَدَيْ أُفُقٍ | يَهِلُّ فِيهِ الوَفَاءُ مَا هَلاَّ |
وَطَاوِلاَ بِالزَّكَاءِ أَصْلَكُمَا | أَكْرِمْ بِفَرْعٍ يُطَاوِلُ الأَصلاَ |
أَلْيَوْمَ تَسْتَقْبِلاَنِ سَعْدَكُمَا | وبَابُهُ النَّضْرُ عَاقِدٌ فَأْلاَ |
بَابٌ مِنَ الزَّهْرِ فَادْخُلاَهُ إِلى | فِرْدَوْسِ هَذِي الْحَياةِ وَاحْتَلاَّ |
أَهْدَتْ إِلَيْهِ الرِّيَاضُ زَنْبَقَهَا | وَالْوَرْدَ وَالْيَاسِمِينَ وَالْفُلاَّ |
وَأَوْدَعَ الشِّعْرُ فِيهِ زِينَتَهُ | مِنْ كلِّ ضَرْبٍ بِحُسْنِهِ أَدْلَى |
بِكُلِّ بَيْتٍ أَلْقَتْ فَوَاصِلُهُ | فِي كُلِّ عِقْدٍ مُخْضَوضِرٍ فَصلاَ |
وَكُلِّ لَفْظٍ فِي طيِّ نَابِتَةٍ | كَالروحِ فِي جِسْمِ بَهْجةٍ حَلاَّ |
بَابٌ عَلَى المالِكِينَ عَزَّ وَعَنْ | حَقِّكُمَا قَدْ إِخَالُهُ قَلاَّ |
يَا حُسْنَ عُرْسٍ عُيُون شَاهِدِهِ | لَمْ تَرَ فِي غَابِرٍ لَهُ مِثْلاَ |
عَاهدَ فِيهِ الصَّفَاءُ ذَا كَلَفٍ | جَارَى مُنَاهُ وَشَاوَرَ النُّبْلاَ |
آثَرَ حَوْرَاءَ نَافَسَتْ أَدَباً | خَيْرَ الْعَذَارَى وَرَاجَحَتْ عَقْلاَ |
تَنَابَهَتْ عَنْ لِدَاتِهَا خُلُقاً | وَشَابَهَتْ أَبْدَعَ الدُّمَى شَكْلاَ |
تَوَافَقَ النَّعْتُ وَاسْمُهَا فَدَعَا | بِالسِّحْرِ فِي الْعَيْنِ مَنْ دَعَا نَجلاَ |
وَرُبَّ عَيْنٍ لَوْلاَ تَعَفُّفُهَا | لامْتَلأَتْ حَوْمَةُ الهَوَى قَتْلَى |
لِلهِ ذَاكَ الوَجْهَ المُوَرَّدُ مَا | أَصْبَى وَذَاكَ الوَقَارُ مَا أَحْلَى |
قَدْ كَانَ فِي دَوْلَةِ الْبَلاَغَةِ مَنْ | يَصُولُ فَرْماً وَهَكَذَا ظَلاَّ |
كَلاَمُهُ رقَّ مُبْتَغَاهُ سَمَا | نِظَامُهُ دَقَّ فِكْرُهُ جلاَّ |
وَلاَ يُجَارَى فِي المُفْصِحِينَ إِذَا | قَالَ خِطابا أَوْ خَطَّ أَوْ أَعْلَى |
مَا زَالَ يَأْتِي بِكُلِّ رَائِعَةٍ | وعَزْمُهُ فِي الْبَدِيعِ مَا كَلاَّ |
إِذَا تَوَخَّى الثَّنَاءَ أَكْمَلَهُ | وَإِنْ تَوَخَّى الْهِجَاءَ ما خَلَّى |
حَدِيثهُ لاَ يُمَلُّ مِن طرَبٍ | إِذَا حَدِيثٌ مِنْ غَيْرِهِ مُلاَّ |
هُوَ الصْدِيقُ الأَصْفَى لِصَاحِبِهِ | وَهْوَ الصَّدوقُ الأَوْفَى لَدَى الجُلَّى |
فَيَا عَرُوسَيْنِ بِاقْتِرانِهِمَا | يَجْتمِعُ الصَّونُ وَالندَى شَمْلاَ |
وَيَا شَرِيكَيْ صَبَابَةٍ وَصِبىً | هُمَا هُمَا الْعُمْرُ أَوْ هُمَا أَغلَى |
خَيْرُ دُعَائِي مُهَنِّئاً لَكُمَا | عِيشا سَعِيدَيْنِ وَازْكُوَا نَسْلاَ |