حَيَاةٌ جُزْتَهَا وَفْضَا
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
حَيَاةٌ جُزْتَهَا وَفْضَا | فَرَاعَتْ وَانْقَضَتْ وَمْضَا |
وَروحٌ كالْخُلاصَة مِن | عَبِيرٍ خَتْمُها فُضَّا |
مضى مُسْتنزِلُ الإِلْهَا | مِ نَثراً كان أَوْ قَرْضَا |
ومُجْنِي الْحِسِّ ما أَجْنَى | وَمُرْضِي النَّفْسِ ما أَرْضَى |
بنَي لِفَخَارِه صَرْحاً | وقبْلَ تَمَامِهِ انْقضَّا |
عَلَى آثَارِهِ أَرْسلْتُ | دَمْعَ الْعيْنِ مُرْفضَّا |
وَمَا أَدَّيْتُهُ نَقْلاً | لَقَدْ أَدَّيْتهُ فَرْضَا |
أَرَى أَبَوَيْهِ فِي ثُكْلٍ | فَأَحْسبُ مَضْجَعِي قُضَّا |
وَأُكْبِرُ خَطْبَ ذَاكَ الشَّيْيخِ | فِي الرُّكْنِ الَّذي رُضَّا |
وتِلْكَ الأُمِّ أَمْسَتْ لاَ | تُطِيقُ مِنَ الأَسَى نَهْضَا |
قضَاءُ اللّه هلْ يَسْطِيعُ | مَخْلُوقٌ لَهُ نَقْضَا |
فِدَى لُبْنانَ جَالِيةً | تُقَدسُ أَرْضَهُ أَرْضَا |
وَتُصْفِيهِ مَوَدَّتَهَا | علَى ما سَرَّ أَوْ مَضَّا |
بِمَوْتِ أَبَرِّ فِتْيَتِهَا | تبَدَّلَ بَسْطُهَا قَبْضَا |
وَأُخِفْتَ صوْتُهَا الأَعْلَى | وَأُغْمِدَ نَصْلُهَا الأَمْضى |
فَأَيْنَ مُعِزُّ أُمَّتهِ | وَمُولِيهَا الْهَوَى مَحْضَا |
وأَيْنَ الْبَاذِلُ الحَوْبَا | ءَ أَيْنَ الصائِنُ العِرْضَا |
قَلِيلٌ أَنْ رَثيْنَاهُ | وَعزَّى بَعْضُنَا بَعضَا |
فَهَلاَّ يا مُحِبِّيهِ | وَما قَوْلِي لكُمْ حضَّا |
رَدَدْتُمْ غُرْبَةً لِفَتىً | بِه ذَهَبَ الرَّدَى غَرْضَا |
كَأَنِّي بِالرُّفَاتِ إِلى | مزَارٍ فِي الْحِمى أَفْضَى |
وَعُولِيَ فوْقَهُ نُصُبٌ | يُرِينَا الشَّاعِرَ الْغضَّا |
وقَدْ شفَّتْ عَزِيمَة رَأْ | يِهِ جُثْمانَهُ الْبَضَّا |
إِلى الْعَلْيَاءِ مُتَّجِهاً | بِطَرْفٍ يَأْنفُ الْغَضَّا |
لَهُ أُمِنيةٌ عَزَّتْ | عَليْهِ وَعزَّ أَنْ تُقْضَى |
دَنَا وَالشَّمْسُ تَصْدِفُهُ | فمَا أَلْوَى وَمَا أَغْضَى |
أَبى فِي عَيْشِهِ غَمْضاً | وَيَأْبَى فِي الرَّدَى غَمْضَا |
مَصِيرُ الْحَيِّ لاَ يَخْفى | وَسِتْرُ الْغيْبِ لا يُنْضَى |
وَهَذا الْعُمْرُ فِي الْغَايَا | تِ يعْدِلُ طُولُهُ الْعَرْضَا |
إِذَا أُقْرِضْتَ أَيَّاماً | ولمْ تَسْتثْمِرِ الْقَرْضَا |
فهلْ فِيهَا بِحَقٍ مَا | يُسَاوِي الحُبَّ وَالبُغْضَا |
فَإِمَّا يَقْظَةٌ تُرْضَى | وَإِمَّا ضَجْعةٌ تُرْضَى |
تُعِيدُ الْغُيَّبَ الذِّكْرَى | وتَشْفِي الأَنْفُسَ المَرْضى |