أما استنفذتَ صبرك يا عراقُ ؟
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
متى يـنهدّ سجنـُـك يـا عراقُ ؟ | أليــــس لأهلنـــا فيــك انعتـاقُ ؟ |
إلى كــم أنـتَ عـِِرضٌُ مسـتباحٌ | ورعــبٌ مطبــِقٌ ودمٌ يـُـراقُ ؟ |
مغـــانيـك الحسـانُ غــدونَ قفراً | وشــعبك َ بـات قطعانـاً تساقُ ! |
وغـصَّ ثـراكَ بالأشــلاء حتـى | تملَكـــهُ دوارٌ وإختــنـــــاقُ ! |
وجـاوزت المظــالمُ فيكَ حــداً | تضـجً ٌ لهـولــه السْبعُ الطبـاقُ ! |
وفيــكَ أحبّـةٌ تــهفو إليــهمْ | جوانحُنـــا ويــدميــــها الفـــراقُ |
تركنـاهمْ على مضـض ٍ وكـره ٍ | فذقـنـــا الويلَ بعدهـــــــمُ وذاقوا ! |
تؤرقنــــا هواجسُـــنا عليــهم ْ | وصــبرهُمُ على مــا لا يُــطاق ! |
ونــدري أن حولــهُمُ وحـوشـاً | كواســـرَ لا يقـيـّدها وثــاقُ ! |
وهل تعصـــى غرائزَها وحوشٌ | اُتيحَ لـها على الجـــوع انطـلاقُ؟ |
إلى كم يــــا عــراقُ وأنت شمـلٌ | بديـــدٌ لا يؤلّفـــــه وفــــاقُ ؟! |
وسيـــفُكَ مغمــدٌ رغم التحــدّي | ومـا للسيــف إن صَدِىء امتشـاقُ ؟ |
يعربــد فيـــك أوغــادٌ لئــــامٌ | لــهم في حَلبـة العـــار إســتباقُ.... |
رمَوا بــك في الجحيـم ولم يبـالوا | وغاصوا في الحضيض وما أفاقـوا ! |
لـــهمْ مــن طيّبــاتك مــا أرادوا | وحظّــك أنـــت جوعٌ وإنــسحــاقُ ! |
وليـس بعــاصم ٍ لـك من أذاهــمْ | ســـكوتٌ أو تغـــاض ٍ أو نـفـــاق ُ |
فــــهم لا يعبـــأون إذا اعتــراهمْ | ســــعارُ القتــل أي َّ دم ٍ أراقـــوا ! |
وهــمْ يســـتمرئون دم الضحايـــا | ولا يحلـــو ســـواه لـــهم مـــذاقُ ! |
حنـــانـَـك يـــا عــراقُ فقــد تـــعبنــا | وجـــلَ الخطـــبُ واشتــدّ الخـنــاق ُ |
ونـــادى كلّ ُ مغــترب ٍ طــريد ٍ | يخـــامـرهُ لـدجلتك َ اشــتياق ... |
وكـــلّ أب ٍ لأطفـــال ٍ جيــــاع ٍ : | أمـا استنفـــذتَ صـبركَ يـا عراق ُ ؟! |
___________ | |
صوفيا 1995 |