نداء من المنفى
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
مرّ عامٌ و حلَّ عام جديد | وأناعنك ، يا فتاتي ، بعيد |
بين جنبيّ لهفة و انقبا ض | و حواليّ وحشة و جليد |
أستعيد الماضي فتند ى جفوني | وكأني في الأرض طفلِِِِِِِِِِِ شر يد |
هاجه ذكر أمّه و أبيه | و شجاه نعيمه المفقود |
أو كأني "أوليس" والبحر يُرغي | و الأعاصير حوله و الرعود |
ليس يدري متى يعود و ما ذا | سترى مقلتاه حين يعود! |
ليت شعري ، وبيننا ألف سور | شادها عالم غبي ، حقود ، |
كيف يبدو لك الوجود فإني | مقفر كاليباب حولي الوجود |
كيف تقضين أمسياتك؟هل تع | روكِ مثلي كآبة و شرودُ؟ |
أتحسينني أناديك في المن | فى ،و قلبي تدمى عليه القيود؟ |
أم تعودتِ غيبتي و اضمحلّت | ذكريات تشدّنا و عهود؟ |
يالأيامنا! أأمسى خيالاً | نائياً ذلك الزمانُ الرغيدُ |
أين مني خميلة كان فيها | ملتقانا و ركننا المعهود |
و دروب كانت تطلّ علينا | بحنان من جانبيها الورود |
و خلافاتنا الصغيرة،والضح | كة،والهمس،والمنى ،والوعود |
و العناق الأخير،والليل يحبو | عند أقدامه الصباح الوليد |
كيف هدّوا فردوسنا؟كيف رجّت | كلّ ما حولنا زوابع سودُ ؟ |
و صحونا ، ونحن كلّ بأرضٍ | و المسافات بيننا و الحدود ! |
كيف لم أنتبه ، و قد أخذتني | نشوة ، أن خطونا مرصود؟ |
كيف لم أحترس،ودنياي دغل | زحمته من الضواري حشود؟! |
لست أدري..لعلني بحماقا | تي أعنت الأقدارفي ما تريد |
كنت طفلاً في عالم ٍ يتعاطى | من فنون الرياء مالا أجيد |
لو كغيري استترت خلف قناع ٍ | ما بدا أنني الغريب الوحيد |
أو كغيري حملت قيدي بصمتٍ | و خضوع ٍما أنكرتني العبيد |
إنها غلطتي...فلوكنت مسخاً | لم ينلني أذى و لا تشريدُ |
توأمَ الروح ، هل يُردّ طليقاً | - مثلما كان – حبُّنا المصفود؟ |
أم سراباً يظلّ ما أرتجيه | و طريداً يظلّ قلبي الطريد؟! |