عبرت الحدود مصادفةً
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
- الحروب التي كنت خاسرها الوحيد- | علّقتها على مضض | ومضيت ابحث عني | اغتسل بعسل | والخراب يصهل في كتفي | رائحة الشظايا | غثيان يستطيل | أجرّ هزائم متكررة | أصفّها على الطاولة | كي تجرح الأوسمة | أعلّق عمري على رصاصة | تدلت من سماء بعيدة | أصابعي بقايا مدن غابرة | وختم الموتى خطواتي | انتظريني أيتها الشمس | لأنتشل صباحاتي من رصيف | ليس فيه سوى جثتي وبقايا | جماجم أكلتها الغربة | لا ترحلي بعيداً | لألمّ شظاياي | ... | من حفرة في الغيوم | وأُوزع سنواتي على الصحف | سنواتي المجففة كالزبيب | رمادها -هذه الحروب -اغلق روحي | وجفف زيت طفولتي عند الباب | الأبواب أطلقتني | ولسعت صباحي | البلاد فرت من أصابعي | عبرتٌ الحدود مصادفة | أوسمتي علامات استفهام | كانت المسافات تصهل | بردها يجثو فوق أعمارنا | يفتت أيامنا | وغباري يفترش الشبابيك والجدران | ... | لكنه لا يدنو من قامتي | منذ نزهة الحرب الأولى | أعني حماقة الجنرال | دخلت المدينة | مثل كلب | تعوي بوجهه البيوت | أمي ترمم النجوم التي اختلطت بشعرها | وتشرب شايا تذوب فيه أحزانها | الطرقات تسيل على قدمي | والأشجار | تتدلى ثمارها على الأفق | -الأفق وهم لوقف العين- | من يمسك بظله؟ | ... | أخطاؤنا وطن يتكئ على حربه | وأحلامنا تنمو على الشرفات. | |
اخترنا لك قصائد أخرى للشاعر (باسم فرات) .