نُفُوسٌ نَفِيْسَاتٌ إِلىَ القُرْبِ حَنَّتِ
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
نُفُوسٌ نَفِيْسَاتٌ إِلىَ القُرْبِ حَنَّتِ | فَلَمَّا سَقَاهَا الحُبُّ بِالكَأْسِ جُنَّتِ |
وَكَانَتْ تَمَنَّتْ أَنْ تَمُوتَ صَبَابَةً | فَسَاقَ إِليْهَا الوَجْدُ مَا قدْ تَمَنَّتِ |
وَفي الحَيِّ هَيْفَاءُ المَعَاطِفِ لَوْ بدَتْ | عَلى البَانِ كَانَ الوُرْقُ فيْهَا تَغَنَّتِ |
عَجِبْتُ لَهَا في حُسْنِهَا إِذْ تَفَرَّدَتْ | لأَيَّة مَعْنىً بَعْدَهَا قَدْ تَثَنَّتِ |
شَكَا سُقْمَهُ مُضْنَى هَوَاهَا صَبَابَةً | فَقَالتْ لَهُ أصبِرْ فِي الصَّبَابةِ أَوْ مُتِ |
فَمَا عَاشَ إِلاَّ مُغْرَمٌ مَاتَ في الهَوىَ | بِحُبِّي وَهَذَا فِي المُحِبيِّنَ سُنّتِي |
سَتَأْتيِكَ مِنِّي قَهْوةٌ إِنْ شَرَبْتَهَا | صَحَوْتَ وَفِي صَحْوِ الهَوىَ كُلَّ سَكْرَتِي |
فَلاَ تَمْزِجَنْهَا فَهْيَ بِالْمَزْجِ حُرِّمَتْ | وَلَوْ جُلِيَتْ صِرْفاً عَلَيْهِمْ لَحَلَّتِ |
فَإِن هِيَ قَدْ أَفْنَتْكَ سُكْراً فَغِبْ بِهَا | فَمَنْ صَرَّفَتْهُ الصِرْفُ بِالنَّفْي يَثْبُتِ |
وَفِتْيَانِ صِدْقٍ كَالنُّجُومِ سَرَوْا عَلَى | رَكَائِبِ عَزْمٍ مَا لَهَا مِنْ أَزْمَّةِ |
ذَوِي أَنْفُسٍ لَمْ يَبْرْحِ العِزُّ شَأَنَهَا | رَأَتْ عِزّ لَيْلَى بِالجَمَالِ فَذَلَّتِ |
تَوَاصَوْا عَلى حِفْظِ الوَفَا وتَرَاضَعوا | كُؤُوسَ الصَّفَا وَاسْتَمْسَكُوا بِالمَوَدَّةِ |
فَنَادَاهُمُ خَمَّارُ دَيْرِ مُدِيرِهَا | فَلَمَّا أَمَاتَتْهُمْ مِنَ السُّكْرِ أَحْيَتِ |
فَعَاشُوا بِهَا فِيْهَا علَى حِيْنِ أَسْلَمُوا | إِليْهَا صِفَاتٍ قِيلَ مِنْهَا اسْتُعِيرَتِ |
فَمَنْ عَاشَ مِنَّا لَمْ يَنَلْ مِثْلَ نَيْلِهِمْ | وَلَكِنْ مَتَّى تَذْكُرْهُمُ النَّفْسُ حَنَّتِ |