جَزَى الله عَوفاً من موالي جنابَة ٍ
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
جَزَى الله عَوفاً من موالي جنابَة ٍ | ونكرَاءَ خَيراً كلُّ جَارٍ مُوَدِّعُ |
أباحوا لنا قـوَّا فَرَملة َ عَالِـجٍ | وخَبْتاً وهل خَبْتٌ لنـا مُتَرَبَّعُ |
و قد علموا أنا سنأتي ديارنا | فيرعونَ أجوازَ العراقِ ونرفعُ |
نشقُّ العهادَ لمْ ترع قبلنا | كما شقَّ بالموسى السنامُ المقلعُ |
وقد حاذروا ما الجار والضَّيف مخبِرٌ | إذا فارَقـا كُلُّ بذلك مُولَعُ |
إذا فزعوا طاروا بجنبي لوائهم | ألوفٌ وغاياتٌ من الخيل تقدعُ |
و ما أنا بالمستنكرِ البينَ إنني | بذي لطفِ الجيران قدماً مفجعُ |
جديراً بهم من كلِّ حيٍّ ألفتُهُم | إذا أنَسٌ عَزُوا عليَّ تَصَدَّعُوا |
و كنتُ إذا جاورتُ أعلقتُ في الذرى | يديّ فلم يوجد لجنبيَ مصرع |
أرى إبلي لا تنكع الوردَ خضعاً | إذا شلَّ قومٌ في الجوار وصعصعوا |
تُراعي المها بالقَفْرِ حتّى كأنَّما | إذا أبْصَرت شخصاً من الإنس تَفزَعُ |
نَظائِـرَ أشباهٍ يَرِعْـن لمُكدَمٍ | إذا صَبَّ في رَقشَاءَ هَدراً يُرجَّعُ |
كُمَيْتٍ كُرُكْنِ البابِ أحيا بَناتِه | مَقاليتُها واستَحْمَلْتهُنَّ إصبَعُ |
تربعُ أذوادي فما إن يروعها | إذا شلتِ الأحياءُ في الرمل مفزعُ |
حمتها بنو سعدٍ وحدُّ رماحهم | وأخلى لها بالجِزْع قُفٌّ وأجرَعُ |
وقد سَمِنتْ حتى كأنَّ مَخاضَهـا | مجادلُ بناءٍ تطانُ وترفعُ |
تهابُ الطريقَ السهلَ تحسب أنه | و عورُ وارطٍ وهي بيداء بلقعُ |
إذا ساقها الراعي الدثورُ حسبتها | رِكابَ عِراقـيِّ مَـواقيرَ تُدفَعُ |
من النيَّ حتى استحقبتْ كلَّ مرفقٍ | روادفَ أمثالَ الدلاءِ تنعنعُ |