(1) |
أحرزتَ نصرا باهرا ! |
حققتَ شأوا زاهرا ! |
ورفعتَ ألوية الرجولة والثبات ! |
وعدوتَ فوق جماجم الإنسانِ .. |
تطمح بالمسير الحر تنظر للعلاءْ |
وأعدتَ يوم الدهر أياما طوالْ |
ودخلت أبواب الزمانْ |
حقدٌ يرنُّ على مداخل أرضنا |
ليعيد أوكار المصالح للثعالب والذئاب |
(2) |
رفعوا أمامك قبعةْ |
أعطوك بيتاً أبيضاْ |
تكساس جاءت تنحني .. |
.. مع كل أبقار الأنام |
حالت عليهم زوبعةْ |
فتنادتِ البشرُ: اللئامَ هم اللئامْ |
وبرزتَ عند صدورهمْ .. |
نافورةً حمراء تقتلع الأمان |
عيناً تطل على الجحيمِ ... |
.. لتنهش الأمم العظام |
وبصيرةً خلف الحدودِ .. |
تراوغ الأمل المُكنّى بالسلامْ |
حتام يلفحكَ الحِمام ! |
قبل الولوج إلى السلاسلِ .. |
.. في مغارات العقاب |
(3) |
منحوك أوسمة الوسامة بين أرتال الجنود! |
فتهافتتْ ... |
وتشابكتْ في البوح صيحات القرودْ |
أنت الصغير وليس يجدي ما تنالُ .. |
وما تقولْ |
مهما كبرت ستدخل الزمن الكسول |
مهما عبرت ستنتهي فيك الحياةُ.. |
.. وتنجلي كل الفصول |
ستكون وحدك في نهايات المطافْ |
ما عاد من شرب الطريق إلى الذهاب |
نفق طويل والمراتب من تراب |
(4) |
قالوا بأنك في المنامْ |
من بعد ما وقف الدماغ عن الكلامْ |
أرتجتَ ثم رأيت رؤيا لا تعاد ولا تُزالْ |
فخرجت بالبشرى إلى الدنيا.. |
إلى الآفاق يلبسك الضرامْ |
وأخذت تبحر نحو أشرعة اليهود |
فوصلت ثم سجدت تحت نعالهم |
وكذبتَ ثم كذبتَ .. |
.. حتى قالتِ الأممُ : الأمانَ مع السلامْ |
وأمرتَ تجنيد الجنود |
وطلبت تسيير الحشود |
وقرعت طبل الحرب عدوانا يشير إلى العراق |
وشربت نخب العالمين من الدموعْ |
أنت المثال المنتقى |
هذا الولاءْ... هذا الولاءْ |
صهيون قال مفاخراً: |
قهرَ الصعاب ! |
(5) |
قوس يغير على المدى .. |
سهم من الألوان داكنة القلوبْ |
لا يُرسَمُ التاريخ بالآلامِ .. |
والآهاتِ تنشرها العواصف في ممرات الجبالْ .. |
أفغانُ مادت تحت أرتال العباد من الجياع |
بغداد أنّتْ ترسل الصيحات نحو الغائبين |
وهوى العراق كطفل محرقةٍ يتيم |
شط العروبة مورد للوحلِ ... |
من عرق الجباه الذائبات من المقامع والأنين |
في قدسنا في مدّ حبل للصهاينة العجاف |
كُشِفَ النقاب |
(6) |
الحق يرسو كالهلال |
ينمو ويصرخ في نفوس الواعدين |
كالبرق يطوي صفحة الوقتِ الطويلِ ... |
فينزوي عنه الثواء |
والحق ينضج ثم يرقى للعلاء |
كالقبة الزرقاء في حرم السماء |
والحق يسري في خطاب لا يلين ولا يزول |
والباطل المذموم يفنى.. |
لا يصول ولا يجول |
هذا اليقينْ |
يجتاح مرسى الواعدين |
وسفينة الإنسان تطفو في ثباتْ |
تسمو إلى الآفاقِ تمضي .. |
.. فوق أشتات العباب. |