غياب الأحبة
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
أهرقتُ بنت العين بعد فراقكم | سيلا يموج وبحر روحي متعبُ |
والقلب يخفق في صراع بكائه | والصدر ضج كطبل حرب يضرب |
ما للنسائم في حياتي موضع | ما للمناهل مسلك يتوثب |
ما للضلوع جلادة كي تنكوي | بلظى الفراق وكل يوم تثقب |
النهر يلهث من جفاف سمائه | والقلب يلوي إن جفاه المطلب |
والنفس تذرف دمعها من عينها | في ظل خطب بان منه المأرب |
والروح ما للروح في كوني سما | ضجرت فراحت للفضا تتحسب |
طرقت دروب الشوق عند أحبة | والشوق أين لظاه منها يهرب |
فتعثرت كل الخطا وتذمرت | وبدا الزمان إلى التخاذل أقرب |
تاهت وضاعت في النجوم سبيلها | كل الدروب على المدى تتشعب |
أين الضواحك أين أين أحبتي | أين المناهل أين مني المشرب |
أين المنازل تنحني للقائنا | أين النسائم تهتدي وتقرِّب |
قد كان ظني أن قلبي باسل | يقوى على الهجران لا يتعذب |
قد كنت أحسب أنه ياليتني | لا أعشق الأحباب لا أتحبب |
فإذا أراني والحياة ذميمة | ألتاع بالذكرى وحسبي أطرب |
وإذا الورود مساقة عن سوقها | تسقي الرحيق لنحلة تتورب |
فالعطر ناء مع الأحبة عندما | رحلوا وقمت إلى المدى أتصوب |
جياشة في القلب عاطفتي التي | قد أطلقتْ سهما يصيب ويثقب |
أمري غريب يا أحبة خافقي | لو أطلب الدنيا تعز وتنصب |
مثل أنا في العشق أُضرب كلما | رحل الحبيب وطيفه يتقرب |
سأحبُّ مادام الفؤاد مرددا | ضرباته فمراده لا ينضب |
ولئن هنا قلبي فحسبي راحل | إن ماد تحتي السطح لا تتعجبوا |