حَسْناءُ لَكنْ نَفُورُ
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
حَسْناءُ لَكنْ نَفُورُ | بَادٍ عَليْهَا الفُتورُ |
إِذَا رَنَتْ غَارَ مِنْها | فِي الْحَيِّ عِينٌ وَحُورُ |
وَإِنْ تَمِسْ فإِلَيْهَا | مُنَى النُّفُوسِ تَطِيرُ |
لاَ تكْسِرُ الْجَفْنَ إِلاَّ | وَقَلْبُ صَبٍّ كَسِيرُ |
وَلا تَبسَّمُ إِلاَّ | وجفْنُ باِكٍ يَمُورُ |
وَلا تَلَفَّتُ إِلاَّ | وَجِيرَةُ الحَيِّ صُورُ |
يَا قُرَّةً لِعُيُوِني | فِي الصَّدْرِ مِنْهَا سَعِيرُ |
كَمْ جِئْتُكُم مُسْتَزِيراً | وَطَيْفُكُمْ لاَ يَزُورُ |
إِنْ كانَ صَبْرِي قَلِيلاً | فَإِنَّ وَجْدِي كَثِيرُ |
لَيْسَ المُحِبُّ صَدُوقاً | فِي الحُبِّ وَهْوَ صَبُورُ |
يا بَدْرُ سُمِّيت بدْراً | وَأَيْنَ مِنْكَ البُدُورُ |
أَيْنَ الجَمَادُ مُنِيراً | مِنْ ذِي حَيَاةٍ يُنِيرُ |
أَيْنَ الصَّبَاحَةُ فِيهِ | وَأَيْنَ مِنْهُ الشُّعُورُ |
أَيْنَ السَّنَى وَهْوَ شَيْبٌ | مِنَ الصِّبَا وَهْوَ نُورُ |
لمْ أَنْسَ حِينَ التَقيْنَا | وَالرَّوْضُ زاهٍ نَضِيرُ |
إِذِ الْعُيُون نِيَامٌ | وَاللَّيْلُ رَاءٍ حَسِيرُ |
نَشْكو الغَرَامَ دِعَاباً | وَرُبَّ شَاكِ شَكُورُ |
وَفِي الهَوَاءِ حَنِينٌ | مِنَ الهَوَى وَزَفِيرُ |
وَلِلمِياِه أَنِينٌ | تَذُوبُ مِنْهُ الصُّخُورُ |
وَلِلنَّسِيمِ حَدِيثٌ | عَلى المُرُوجِ يَدُورُ |
وَلِلأَزاهِرِ فِكْرٌ | يَرْوِيهِ عَنْهَا العَبِيرُ |
وَالبَدْرُ فِي الغَيْمِ يَخْفَى | آناً وَآناً يثُورُ |
بِيضُ الغُيُومِ جَوَارٍ | لَدَيْهِ وَهْوَ أَمِيرُ |
تَدْنُو إِلَيْهِ فَتٌلْقِي | تحِيَّةً وَتَسِيرُ |
مَنَاظِرٌ رَائِعَاتٌ | مِرْآتُهُنّ الغَدِيرُ |
يَدْأَبْنَ مُبْتَدِعَاتٍ | وَدَأْبُهُ التَّصْويرُ |
لَهْفِي عَليْهِ زَمَاناً | وَلَّى فَوَلَّى السُّرُورُ |
مَضَى قَصِيراً وَلكِنْ | لِلسَّعْد عَهْدٌ قَصِيرُ |